تونس (الشروق): تتميّز مدينة المرسى بكثير من البهاء الطبيعي والتنوع الحضاري الذي حفظه الأحفاد بالتعمير والتعصير النافع لتواصل «أم القلوب» احتضان سكانها وزوّارها من خلال تعدّد الوجهات للراحة والنزهة و السباحة وكل له مقصده وغايته. وتبقى المساحات الخضراء والحدائق العمومية المفتوحة على مدار ساعات اليوم وجهة لأحباء الطبيعة الزاهية على غرار حديقة «سيدي عبد العزيز « التي تتواجد على مستوى تقاطع شوارع الطيب المهيري والهادي شاكر وبأعالي ومنحدرات وجهتيْ قمرت والمرسى. وتقترن تسمية هذه الحديقة بالولي الصالح سيدي عبد العزيز المهدوي الذائع الصّيت علما وتصوّفا وتتوسّط الحديقة جامع سيدي عبد العزيز المعمور ومقبرته التي تتواجد بها زاويته المشهورة ومحطة النقل العمومي المقابلة لمدخلها. وتفتح هذه الحديقة الفسيحة المساحة أبوابها الأربعة لمُرتاديها من الزوّار. وتكسّو مساحتها الأرضية كثير من الأشجار المتنوعة والوارفة الضلال إلى جانب النباتات والأزهار والعشب الطبيعي إضافة إلى انتشار عدّة مقاعد جماعية رخامية. ومع حلول المساء وهبوب نسائم البحر اللطيفة وعبير الجنان والحدائق الفوّاحة من حولها تتوافد على الحديقة أفواج من العائلات القادمة من الأحياء المجاورة ومن وسط المدينة للجلوس على المقاعد أو العشب الذي يكسو أرضيتها وذلك في «لمّات» عائلية للإستمتاع بفرحة التلاقي والسّهر صحبة لهو ومرح الأبناء من الأطفال الصغار الذين يُطلقون العنان للعب الجماعي وكل له وسيلته ونوعيته. وتتواصل هذه السهرات إلى ساعات متأخرة من الليل في أجواء من الفرح. هذا و ينتشر بمداخل الحديقة ووسطها عدد من الباعة الموسميّين لأجل ترويج المكسّرات والمشروبات المُبردة التي تلاقي رواجا من قبل الساهرين.