السرس (الشروق) تمثل الحديقة أو كما يسميها أهالي السرس "الجردان" ملتقى لكل الأصدقاء على مختلف أعمارهم، فاللقاء فيها يتوزع حسب الأزمنة والفصول والمناسبات. ففي الفترة الصباحية يجلس المتقاعدون والفلاحون وكبار السن في فضاء الحديقة للاستمتاع بالنسمات الصيفية تحت ظلال أشجار النخيل التي تم بعثها منتصف القرن الماضي أين تم بعث مقر للبلدية بما جعل الفضاء ملتقى لحرفاء المرفق العام والسياسيين وكل من أراد التمتع بخدمة إدارية. وانذاك كانت الحديقة الفضاء الأجمل بحكم نباتات الزينة التي تم بعثها والاعتناء بها من قبل عمال البلدية والحرص على شروط النظافة وسقي الأشجار والأعشاب باستمرار بما جعلها وجهة أيضا للشبان وزوار الجهة للتلاقي والتواصل ، سيما أن فضاءها الخارجي كانت تحيط به الباعة والحرفيين خلال يوم السوق الأسبوعي دون غيره. تراجع وذهول ومع مطلع القرن الحالي فإن فضاء النافورة الذي تم بعثه لضخ المياه قد أخل بالشكل الفني لتصميم الحديقة التي تتخذ شكلا هندسيا مستطيلا وقسمها إلى نصفين دون أن تلعب النافورة دورها الحقيقي. وعلى الرغم من إعلان وزارة الشؤون الثقافية على بعث ساحة للفنون بالحديقة إلا أنها بقيت مجرد رخامة وهمية غابت عنها الأنشطة الثقافية. بكى عنها الراحل أحمد السنوسي وفي لقاء "الشروق" بالفنان والممثل التونسي وابن الجهة أحمد السنوسي قبل رحيله بشهرين بفضاء الحديقة، أبدى حسرة كبيرة عن الوضع الذي الت إليه الحديقة، فبعد أن كانت ملتقى لكبار الفنانين أثناء مهرجان "أبو جعفر الأربصي" ومجالا لتبادل الأفكار والترفيه للكبار والصغار ومكانا للمواعيد التي يضبطها القريب والبعيد بالحديقة أثناء المناسبات الدينية وأفراح الزفاف، إلا أنها تحولت إلى خراب بسبب الانتهاكات التي لحقتها والاعتداء على فضائها وقطع أشجار الزينة والقضاء على العشب الطبيعي بما جعلها خارج أملاك البلدية.