يدفع تعدد الترشحات للانتخابات الرئاسية الى ضرورة التنبيه من مخاطر تشتت الأصوات والى التساؤل عن امكانات وفرضيات التحالف والتوافق الممكنة بين بعض المترشحين. تونس (الشروق) بات من شبه المؤكد وفق عدد من المراقبين ان يحصل تشتت ملحوظ لأصوات الناخبين في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية في ظل ارتفاع عدد الترشحات وفي ظل وجود مترشحين ينتمون الى العائلة السياسية او الفكرية نفسها. هذا التشتت سيشوه العملية الانتخابية والتجربة الديمقراطية برمتها وهو ما يستدعي ايجاد حل لهذا الخطر. ويبدو الحل الامثل في راي كثيرين هو ايجاد صيغة للتوافق بين المترشحين من اجل دعم عدد صغير منهم فقط لخوض غمار الدور الاول. والحل الامثل للتوافق هو توزع المترشحين على مجموعات تمثل كل مجموعة عائلة سياسية او فكرية معينة ثم تتوافق كل مجموعة على مرشح وحيد في الدور الاول. فبذلك ينخفض عدد المترشحين وتكون العملية الانتخابية « أنيقة» وغير مشوهة بكثرة الترشحات وبتشتت الاصوات. وهو ما دعا اليه مثلا المختص في الشان الانتخابي والعضو السابق بهيئة الانتخابات سامي بن سلامة. وكان القيادي بحزب التكتل مصطفى بن جعفر قد ذكر في تصريح اعلامي انه اتصل ببعض الاحزاب لكنه لم يجد تفاعلا أو نية منها للذهاب إلى الانتخابات بمرشح وحيد.. . وأكّد أن حزب التكتل يدعم ترشح الياس فخفاخ للانتخابات الرئاسية، لانه يحمل مشروع وأفكار وقيم الحزب، لكن توجد على حد قوله فرصة للتدارك أمام العائلة الوسطية لاختيار مرشح وحيد. اماالمرشّح للانتخابات والرئيس السابق منصف المرزوقي فقد ذكر إن هناك تشتتا كبيرا في الطيف السياسي وان التونسيين تائهون بين الأسماء وفق تعبيره. واكد المرزوقي وجوب تجميع العائلة الديمقراطية والاجتماعية وان لديه اتصالات ببعض المترشحين على غرار قيس سعيد وسيف الدين مخلوف للتوافق حول مرشح وحيد للعائلة الديمقراطية وقال «هناك وعي أنه قبل الدور الأول أو بعد الدور الأول يتم التوصل إلى حل» وذلك في إشارة إلى أن عددا من المرشّحين سيسحبون ترشحاتهم لفائدة مرشح وحيد. وكان عدد من مكونات العائلة اليسارية قد طالبوا بدعم مرشح وحيد من بين ممثليهم في هذه الانتخابات ابرزهم منجي الرحوي وحمة الهمامي وعبيد البريكي. وللتذكير فان المترشحين للانتخابات الرئاسية ينتمون الى عائلات سياسية وفكرية مختلفة مثل العائلة الاسلامية والعائلة الدستورية والعائلة اليسارية وتجمع كثيرا منهم ما يسمى بالعائلة الوسطية. كما يتحدث آخرون عن امكانية توافق بعض المترشحين حول المترشح عبد الكريم الزبيدي وهو مادار ايضا صلب حركة النهضة الممثلة في هذه الانتخابات بحوالي 4 مرشحين قريبين منها. الجميع، من مراقبين ومترشحين وناخبين يتحدثون عن ضرورة حصول التوافق حول اقل عدد ممكن من المترشحين خاصة في الدور الاول حتى يكون التنافس قويا لكن يبقى المشكل في تحويل هذه الامنيات على ارض الواقع، وهو ما ستكشفه الايام القادمة لا سيما قبل الموعد المحدد لسحب الترشحات.