رأى فيها النقاد والمتابعون للساحة الموسيقية أم كلثوم إيران... صوت الحبّ والحرية... ومطربة القصور والشعب على حدّ السواء. غوغوش واسمها الحقيقي «فائقة صابر آتشين».. أسطورة الغناء الايرانية التي بقيت خالدة في ذاكرة الأجيال في إيران والخليج والشرق الأوسط بدرجة أولى هذه الفاتنة الفارسية الأصل والجذور غنت للمرة الأولى وعمرها خمس سنوات.. وكبرت هذه الموهبة الفنية تحت رعاية والدها صابر آتشين الممثل والبهلوان في ألعاب السرك لتنطلق في الأفق الرحب مؤثثة مسيرة غنائية جمعت فيها بين الحداثة والأصالة. فبعد سنوات من تداول الأغنية الايرانية الكلاسيكية أحدثت غوغوش ثورة موسيقية في اعتمادها لون موسيقي (الروك) و(البوب).. لون نجحت به أيما نجاح فلها حضور جميل تطابق مع جمال شكلها وصوتها الساحر، الآسر. أول مرة في تونس عند تقليبنا لصفحات من مسيرة مهرجان قرطاج الدولي، تستوقفنا صائفة 1976.. غوغوش في الخامسة والعشرين من العمر في تلك السنة حلت بتونس لأول مرة لتشدو ألحان الحياة والحب والعاطفة لجمهور مهرجان قرطاج. وقفت غوغوش في صيف 1976 بجمالها الآسر وصوتها الرومانسي الأنيق على ركح مهرجان قرطاج الدولي لتؤكد أنها أيقونة الجمال والموضة في إيران. كانت سهرة رائقة.. فاتنة.. برزت فيها الأنغام والألحان الايرانية بخصوصياتها المتفردة. سهرة لازالت راسخة في الذاكرة بعد 39 سنة اليوم . لقاء ثان في 2001 وانتظر مهرجان قرطاج الدولي خمسا وعشرين سنة بأيامها ولياليها حتى تعود إليه غوغوش... كان ذلك في صيف 2001 في إطار الدورة 37 لمهرجان قرطاج الدولي.. عادت غوغوش بعد 25 سنة إلى تونس بعد أول زيارة لها لتونس.. عادت أكثر ألقا وجمالا.. ونضجا فنيا وإبداعيا متألقا.. ممتعا.. قدمت غوغوش في تلك السهرة الفنية سبع عشرة أغنية من أغنيات الحب والأمل والحرية باللغة الفارسية.. وأهدت غوغوش في تلك الليلة المشهودة جمهور مهرجان قرطاج الدولي أغنية بالعربية (زوروني كل سنة مرة).. أغنية وقف إثرها الجمهور مصفقا بحرارة لغوغوش التي أكدت أنها على العهد باقية تنثر بذور الحياة والحب والحرية في المهرجانات والتظاهرات الموسيقية العالمية.. غوغوش أميرة الموسيقى الايرانية.. نحتت نجاحها بأظافرها لتصبح رمزا بالنسبة لشباب إيران.. رمز الحرية والطموح والتوق إلى الأفضل والأرقى والأجمل. نجاحها الغنائي اقترن بمسيرة سينمائية تجسدت في 25 فيلما.. وقد عرفت مسيرتها الابداعية صعوبات انتصرت عليها بجديتها وإيمانها بنبل وقداسة رسالتها التي نذرت حياتها لأجلها.