حوار: محسن بن أحمد هي من جيل الثمانينات .. الجيل الذهبي للاغنية التونسية.. مسيرة متفردة بدأت ملامحها بتقديم الاغاني الطربية العربية التي عبدت لها الطريق لإنتاج موسيقي غزير ومتنوّع تونسي اصيل أهلّها لتكتب صفحة مضيئة في مسيرتها بصعودها على ركح قرطاج الدولي في صيف 2004 لأول مرة... سهرة أكدت انها صوت طربي له خصوصياته التي لا تتقنها إلا هي... علياء بلعيد تتوقف في هذا الحوار عند البعض من هواجسها الفنية. * أين هي علياء بلعيد على الساحة الفنية؟ متواجدة وبشكل مكثف * كيف ذلك؟ كان لي الصائفة الماضية حضور كبير ومتنوّع في الكثير من المهرجانات الصيفية... لم تنقطع صلتي بالجمهور الذي يبحث دائما عن جديدي الغنائي. * قدمت جديدك في هذه المهرجانات؟ فعلا... وهو توجه اخترته منذ التحاقي وانخراطي في الساحة الفنية... الأولوية لجديدي الغنائي بدرجة أولى. عكس الكثيرين الذين عادوا الى التراث القديم لتأثيث مشاركاتهم في المهرجانات . * لم يحدث أن استنجدت بالقديم والمعروف من الأغاني؟ نادرا جدا ما تم ذلك حتى وإذا قدمت وأعدت أغنيات لغيري فإن ذلك يكون بطلب من الجمهور. * وأي جديد فني لك اليوم؟ أعددت مجموعة من الاعمال الغنائية الجديدة والمتميزة مع الملحن عادل بندقة.. أعمال حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في المهرجانات الصيفية.. * هذه الانتاجات بقيت «حبيسة» المهرجانات الصيفية؟ ما يؤلم حقا أن ملحنا في حجم وقيمة وإبداع عادل بندقة لم يلق العناية والاهتمام من وسائل الاعلام المرئية على وجه الخصوص... ولا أخفي سرّا اذا قلت أنني التقي مع هذا الملحن في عدم طرق الابواب... ورغم ذلك فإننا نعمل وفق خارطة إبداع واضحة. * ما هي خصوصيات هذه الخارطة؟ البحث في أعماق المقامات والنغمات الموسيقية الاصيلة والتجديد على مستوى الموروث الغنائي التونسي والعربي دون تشويه. * كيف ذلك؟ اكتفي هنا بالاشارة الى أنني اخترت مختارات من أغاني هيام يونس وأعدتها بأسلوب فني متميّز وبتوزيع جميل ومنمق.. هذا الانتاج لم يلق الاهتمام المطلوب والرعاية اللازمة رغم قيمته الابداعية والفنية. * انها الذائقة الفنية التي تغيّرت على حد تعبير الكثير من الملاحظين والمتابعين للساحة الغنائية؟ ليس الأمر كذلك، إني أحمّل الاعلام المرئي اليوم الجزء الأكبر من المسؤولية اعتبارا لاعتماده أسلوب الإثارة الرخيصة على حساب الابداع الفني الراقي. * والجمهور... له أيضا جزء من المسؤولية؟ الجمهور ضحية هذا التركيز على نمط موسيقى دون غيره دون اعتبار المضمون المتردي... الجمهور يجد نفسه «سجين» اختيارات موسيقية مفروضة عليه. * والساحة الفنية كيف تبدو لك؟ تعيش حالة من الغموض، يلفها الضباب * وتونس اليوم ماذا تقولين عنها؟ تونس اليوم تتقاذفها الأمواج هنا وهناك * تقصدين الأمواج السياسية؟ وهل هناك غيرها * ألا يغريك الانخراط في السياسة؟ أتابع الأحداث السياسية من باب العلم والمعرفة وأريد أن أكون على بيّنة بكل شيء. * هل تقبلين عرضا لمنصب سياسي؟ خلقت لأكون فنّانة أعيش مع الناس.. ألامس وأتلمس حيرتهم... أشاركهم الفرح. * تلقيت عرضا للالتحاق بأحد الاحزاب السياسية؟ في فترة ما... لكن كنت حاسمة.. اعتذرت لهذا الحزب. * في حياتك خطوط حمراء؟ أرفض من يشكّك في امكانياتي الفنية. * تعرضت الى الظلم؟ أكثر من مرة * كيف ذلك؟ نجاحي الكبير في دورة مهرجان قرطاج الدولي 2004 كانت نتيجته السياط من كل مكن... وتناسى هؤلاء الحاقدون أن ما حققته في تلك الدورة كان نتيجة تعب وتضحية ودون مساعدة من أي كان. * ومنذ 2004 لم تجدّدي العهد مع مهرجان قرطاج؟ كان ذلك غصبا عني.. كنت ضحية تعطيلات على أكثر من مستوى * من المسؤول عن هذه التعطيلات؟ سنية مبارك مديرة مهرجان قرطاج ثم وهي وزيرة للثقافة حرمتني من هذا المهرجان العريق رغم تقديمي لأكثر من ملف ترشح. * علاقتك بمهرجان قرطاج انتهت دون رجعة؟ ليس الأمر كذلك.. سأعود يوما الى هذا المهرجان الذي صعد على ركحه عمالقة الطرب والغناء عربا وأجانب: وديع الصافي، صباح فخري، غوغوش، جيمس براون، شارل أزنافور، وردة الجزائرية... والقائمة طويلة. * أي اللحظات التي تغمرك فيها السعادة؟ عندما أكون الى جانب ابني في المنزل او على الركح أغني للجمهور بكل حبّ. * واللحظة المؤلمة؟ الوضع الصحي لإبني، والحمد لله على كل حال * كنت ضحية للجحود؟ في الكثير من المواقف والمناسبات * وما هي ردة فعلك؟ الانسحاب.. * ألم تنتابك لحظات احباط تدفعك الى التفكير في اعتزال الفن؟ نعم تنتابني لحظات إحباط... لكن احساسي بالأمومة وأنني خلقت لأكون فنانة تغني للحياة والحبّ والانسان هما بلسمي لتجاوز هذه اللحظة الكئيبة وتدفع بي الى مزيد التشبث والعمل على تطوير رسالتي الفنية.. فلا مكان لاعتزال الغناء ما دام في الجسد دم يجري وقلب ينبض.