بان بالكاشف يوم أمس أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظامه يواصلان بشكل علني دعم التنظيمات المتطرفة في سوريا ،فأنقرة لم تتورع أمس الاثنين عن الاعتراف بأنها أرسلت ارتالا عسكرية لدعم المسلحين المصنفين على لوائح الارهاب الدولي في مدينة ادلب أين تدور معارك طاحنة بين الجيش وهذه الجماعات الارهابية التي زحفت نحو سوريا منذ سنة 2011 بدعم مباشر من رئيس النظام التركي . ويبدو من خلال هذه الخطوة العلنية والمباشرة ان تركيا تعيش اسوأ المراحل في حربها المفتوحة في سوريا، ففي السابق كان السلطان العثماني اردوغان يدعم بشكل خفي هذه التنظيمات الارهابية في سوريا وكان يقدم لهم الدعم العسكري والمادي والاعلامي ويتبرأ منها في المنصات الاقليمية والدولية ،ولكن وبعد تدحرج هؤلاء الارهابيين في عدة مدن وبلدات وانهيارهم امام انتصارات الجيش السوري وحلفائه ، قامت تركيا بالدخول بشكل مباشر في هذه الحرب العبثية حيث يتم ارسال المدرعات والدبابات والجنود من اجل دعم الارهابيين في معركة ادلب التي ستكون حاسمة وفاصلة في تحديد مستقبل سوريا . فكما هو معلوم بقيت هذه المدينة منذ 7 سنوات تقريبا مرتعا للإرهابيين المدعومين من تركيا وقبل شهرين اعلنت دمشق انها عازمة على تحريرها وتخليص المواطنين هناك من إجرام هؤلاء المتطرفين الذين عاثوا في الارض فسادا وحولوا هذه المدينة الاستراتيجية الى معقل لترويج افكارهم التكفيرية . ما يقال عن دعم تركيا للإرهاب ليس بالمغالطة او بالافتراء وليس بالحرب الاعلامية ضدها ، بل كل ما في الامر ان الادلة والحقائق والاعترافات تثبت ان دعم اردوغان للتطرف حقيقة ثابتة وخير دليل على ذلك هو اعتراف وزارة الدفاع التركية امس الاثنين بارسالها دعما عسكريا الى الارهابيين في ادلب . هذا الاعتراف التركي العلني كشفه كذلك مؤخرا تقرير لجريدة «رأي اليوم» اللندنية التي كشفت بالأدلة والصور والوثائق العلاقة بين النظام التركى وتنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية، وتواطؤ الحكومة التركية مع داعش ضد الشعب السوري ودولته الشرعية.كما كشفت ذات الصحيفة من خلال التسجيلات، دعم وتسهيل حكومة أردوغان دخول الإرهابيين إلى سوريا لمصلحة داعش وجبهة النصرة، وكيف تعاقد «داعش» الارهابي مع مستشفى دانيسمانليك التخصصي بأنقرة لمعالجة المصابين من مسلحيها. لا يخفى على احد اليوم ان سياسة تركيا في منطقة تحولت الى مصدر قلق وازعاج للحكومات والدول كما اصبحت تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة عاملا اساسيا في دعم الفوضى والتوتر عبر تحالفها مع الاسلاميين احيانا والارهابيين في احيان اخرى ، فتحركات اردغان اصبحت محلّ تنديد في اغلب العواصم العربية ...لقد تجاوزت تركيا كل الخطوط الحمراء في الاوطان العربية وكانت سببا رئيسيا في ما تمر به من حروب اهلية وتوترات على غرار ما يحدث في سوريا وليبيا ...فمن يقدر اليوم على لجم السلطان العثماني عن تخريب اوطاننا وسفك دماء شبابنا ؟