تونس- الشروق: تواصل الشروق تقديم المترشحين للانتخابات الرئاسية حسب الترتيب الذي أصدرته الهيئة العليا المستقلّة الانتخابات في القائمة التي تضمّ 26 اسما، وبعد تقديم المترشحين منجي الرحوي ومحمد عبو وعبير موسي ونبيل القروي ومهدي جمعة ومحمد لطفي المرايحي، نقدّم اليوم المترشحين حمادي الجبالي وحمّة الهمامي. وتهدف الشروق من خلال هذه المبادرة إلى التعريف بالمترشحين وتقديم المعطيات حول تاريخهم وهويتهم السياسية وجميع ما يتعلّق بحياتهم المهنيّة والاجتماعية، مع التعويل على آراء الخبراء والمحلّلين وقراءاتهم حول طبيعة كل ترشّح والحظوظ في الفوز في الانتخابات. 7 حمادي الجبالي وُلِد حمادي الجبالي في سوسة في العام 1949 مهندس مختص في الطاقة الشمسية وصاحب شركة مختصة في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. انضم لحركة الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) في الثمانينات وطالته حملة الاعتقالات التي شنها النظام آنذاك وعُرف حمادي الجبالي اثر اعتقال قيادات الحركة ومحاكمتها في 1981. وقد انتخبه مجلس شورى الحركة رئيسا لها في العام 1982. تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر-لسان الحركة- قبل ان يُحاكم بتهمة نشر مقالات تنال من الدولة وتحرض على العصيان والانتماء لجمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم فحكمت عليه المحكمة العسكرية سنة 1990 بالسجن ستة عشر عاما نافذة قضى منها عشر سنوات في السجن الانفرادي ثم تم الإفراج عنه في فيفري 2006. عاد حمادي الجبالي للمشهد السياسي بعد الثورة ليتولى مهمة الأمانة العامة لحركة النهضة ثم يتولى رئاسة الوزراء اثر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في أكتوبر 2011. وفي فيفري 2013 تقدم حمادي الجبالي باستقالته من منصبه وفاء لوعده بالاستقالة إذا ما فشلت مبادرته بتكوين حكومة كفاءات غير متحزبة والتي أطلقها اثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد في 6 فيفري 2013. وفي 2019 يعود حمادي الجبالي للترشح للسباق الرئاسي بصفته كمستقل. رأي خبير محلل ..صلاح الدين الجورشي (محلل سياسي) حمادي الجبالي لن يذهب بعيدا 8 حمة الهمامي وُلد حمة الهمامي في العام 1952 في منطقة العروسة بسليانة. هو أستاذ تعليم ثانوي وادار صحيفة الحزب المحظورة «البديل». وهو ابرز زعماء اليسار في تونس وقد حوكم عدة مرات بتهم متعددة منها تهديد امن الدولة وترويج معلومات كاذبة والانتماء الى تنظيم غير معترف به بالإضافة الى جمع المال بطرق غير مشروعة. صدر في حق الهمامي حكم بالسجن مدة تسع سنوات بتهمة الدعوة للكراهية وتحريض المواطنين على العنف والثورة ضد النظام في العام 1999 ليدخل الهمامي مرحلة السرية في حدود 2 فيفري 2002 تاريخ مثوله امام المحكمة ثم دخوله السجن والإفراج عنه بعد اشهر لاسباب صحية. اعتُقِل الهمامي مجددا في 11 جانفي 2011 اثر دعوة حزبه الى رحيل بن علي وتكريس إرادة الشعب تجاوبا مع الاحتجاجات الاجتماعية التي تعيشها البلاد. بعد الثورة تزعم الهمامي حزب العمال الشيوعي اثر مؤتمره المنعقد في جويلية 2011. وترشح الهمامي لأول مرة للانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر 2014 تحت شعار «حمة رئيس» وحصل على المرتبة الثالثة في السباق الرئاسي ب7.82 بالمئة من الأصوات. ويعود حمة الهمامي للترشح من جديد في سباق الرئاسية مواجها في هذه المرة منافسين من أبناء جلدته اليسارية على غرار المترشحين منجي الرحوي وعبيد البريكي. رأي محلّل وخبير ..محمد الكيلاني (محلل سياسي من اليسار) ..حمّة سيدفع ثمن التفرقة لقي حمة الهمامي في إنتخابات 2014 مساندة من الأطراف اليسارية وكنت اول مساند لترشحه باعتباره يمثل اليسار في اول تجربة انتخابية برلمانية ورئاسية بعد 14 جانفي وكنا في حاجة اكيد بان يتمثّل اليسار في شخص ما فالاهم كان وجود مترشح يمثل هذا التيار اليساري الموجود عموما في البلاد. كنا في تلك الفترة متجمعين حول هذا المترشح وكان الداعمين له يحدوهم امل بان يقطع حمة خطوات جدية في اتجاه توحيد اليسار وتوحيد الجمهوريين حول مشروع يحمي البلاد ويمثل ضمانة للانتقال الديمقراطي لكن حمة لم يبذل أي جهد في هذا الاتجاه بل تراجع عن ذلك وتقوقع وحاول ان يحول الجبهة الى حزب متعدد داخليا ولكن موحد خارجيا إلى ان انفجر الوضع حول ترشحه للرئاسة. انا اعتبر ان حمة الهمامي أخذ فرصته في التجربة الأولى وكان عليه ترك الفرصة لبقية القيادات فالانتخابات هي مناسبة ليست ككل المناسبات وهي ليست كسائر الترشحات بل هي ترشح متميز يحلم به عامة السياسيين ولكن حمة رفض هذا الحق على غيره وترشح وادى الى انفجار الجبهة. في اعتقادي ستكون نتيجة ترشح حمة دون النتيجة التي حصل عليها في المرة السابقة لأنه خيب امال ديمقراطيين واليسار والجمهوريين بحيث انه لم يبذل أي جهد في اتجاه التوحيد. انا على يقين بان الأرضية كانت ملائمة امامه خاصة وان الباجي قايد السبسي أعلاه في مرتبة ومقام الممثل للمعارضة وتعامل معه كذلك حتى ان الجبهة الشعبية كان لها رئاسة اللجنة المالية. الظروف كانت مناسبة كي يرتقي حمة بدوره وبدور المعارضة لكنه خيب الآمال الشيء الذي جعل كل هذه القوى ينفرط عقدها حتى ان الجبهة الشعبية تفككت بالإضافة الى الأجواء الآسنة التي أصبحت عليها. انا على يقين بان حمة سيحصل على نسبة تصويت ضعيفة. ومن هذه الزاوية لا اعتبر ترشحه بالمعنى الجدي القادر على التأثير في الموازنات وفي الساحة السياسية فهو عوض أن يوحّد شتّت وعوض أن يوحّد فرّق وقدم نفسه على أنّه مترشح مستقل وبالتالي تنكّر حتى لحزبه حزب العمّال.