حول اختيار اسم بنزرت اختلف المؤرخون مثلما جاء في كتاب «هذه بنزرت» للاستاذ الأديب رشيد الذوادي، فمنهم من ذكر أنها تحريف لاسمها الفنيقي والبعض الآخر يذهب الى أنه اسم اشتق من اسم أميرة فاتنة الجمال تدعى (بنت زرت) ومنهم من رأى أن اسم «بنزرت» يرمز الى اسم عشيرة تدعى «بني زرت» لكن جميعهم أطنب في الاشادة بجمالها فقيل عنها أنها كانت دائما ثغرا جميلا جمع بين حسن الموقع والسحر الفاتن الأخّاذ. وقد تعرض ابن أبي دينار في ص 28 من «المؤنس» أيضا أن معاوية لما فتح بنزرت سنة 41 ه 649 م كان معه عبد الملك بن مروان وعبد الملك بن مروان هذا شذّ عن الجيش فمر بإمرأة من العجم فأكرمته فشكر لها ذلك ولما ولّى الخلافة كاتب عامله بإفريقية ان يحسن لها ولأهل بيتها وقد أكد هذه الرواية أكثر من مؤرخ منهم حسن حسني عبد الوهاب في كتابه «خلاصة تاريخ تونس». ووصف الرحالة البكري بنزرت عام 1068 حيث قال: «إنها مدينة عامرة وذات أسوار منيعة وأهم صناعات أهلها صيد السمك كما تعرض الى بعض معالمها التاريخية فذكر أن بها مسجدا للصلاة وعددا من الدكاكين، وفيها تجارة مزدهرة ورباط يحول دون غزوات الروم، وميناء يدعى (مرسى القبة) ويبدو ان مرسى القبة المشار اليه والوارد في عدة نصوص تاريخية هو المرسى القديم الذي أسسه الفينيقيون وعندما تولّى الأغالبة حكم البلاد اهتموا ببنزرت فاعادوا تجديد مرساها وصناعتها، وسورها وجوامعها وأسواقها وجعلوها منطلقا لغزواتهم في صقلية وسردينيا وسواحل ايطاليا وبنوا حولها الاربطة لحمايتها من الغزاة منها رباط بشاطر ورباط سيدي مشرق ورباط منزل جميل وفي أيام الفاطميين بقيت بنزرت مهمة إذ أن الدولة الفاطمية اهتمت خاصة بالمهدية عاصمة الحكم.