«الشروق» مكتب الساحل : محمود الخليفي هو فنان تشكيلي مخضرم أصيل مدينة سوسة جمع بين الموهبة والتكوين الأكاديمي ولم يقتصر نشاطه الفني على الرسم وعرض لوحاته في مختلف الأروقة التونسية والورشات التكوينية بل عمّق موهبته بفن النحت وصنع العربات الإستعراضية لعدة تظاهرات أهمها كرنافال «أوسو» وتميز في هذا الفن. شارك الخليفي مؤخرا في الدورة 19 للمهرجان الصيفي بمنطقة الساحلين من ولاية المنستير وكانت مشاركته كالعادة مقترنة بالإبداع والإبتكار حيث صنع عربة في شكل شعار المهرجان وهو طائر «الفلامنجو» الوردي الذي تعرف به المنطقة، التقته «الشروق» للحديث عن هذه المشاركة وعن مسيرته الفنية عموما والتي لا يوازيها الإشعاع الكافي بحكم طبع هذا الفنان الذي لا يريد الظهورالإعلامي لمجرد الظهور و يعمل في صمت بعيدا عن الأضواء يجتهد ويبتكر أكثر من أن يتكلم مما جعله من فئة المبدعين الغير محظوظين، قال الخليفي «تعودت المشاركات في مختلف المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية والتي جلّها خارج ولاية سوسة وأحرص دائما على تقديم الأفضل موظفا خبرتي ودراستي في هذا الفن الذي لا حدود له واقترحت عليّ هيئة مهرجان الساحلين صنع مجسم ضخم لشعار المدينة وهو طائر «الفلامنجو» يكون في شكل عربة إضافة أني أصنع الدمى العملاقة ومختلف أنواع العربات والمجسمات كما أحرص على الجانب التكويني لفائدة الأطفال والشباب بتنشيط ورشات تطبيقية وتمكنت من صنع هذا الطائر والذي جلب إعجاب كل من شاهده وشكل إضافة لمهرجان الساحلين والحمد لله»، وفي خصوص مشاركته في كرنافال «أوسو» ورأيه في تعطل دورة هذه الصائفة لأول مرة لرفض الشركة الفرنسية مواصلة التعامل مع هيئة المهرجان بسبب تعطل صرف مستحقاتها المالية قال الخليفي « مهرجان أوسو أعتبره الأم والحاضن لي ولكل الفنانين التونسيين وسخّرت كل إمكانياتي وخبرتي من أجل أن يكون الكرنافال الأفضل لقيمته التاريخية والسياحية والثقافية عموما وكنت ولازلت مساهما في صنع العديد من العربات وتقديم عدة أفكار جديدة وابتكارات تخرجه من التكرار والإجترار ورغم المشاكل والمعوقات والصعوبات لم يتوقف هذا الكرنافال واستمر منذ1957 إلا أن هذه السنة تعطل بسبب الشركة الفرنسية وقرر القائمون على هذه التظاهرة تنظيمه بالإمكانيات المتاحة ولكن وفاة رئيس الجمهورية ألغى هذه الاحتفالات»،وأضاف الخليفي» وفي كل الحالات لابد لهذا الكرنافال أن يستقل بذاته ويعتمد بصفة كلية على المبدع التونسي ولنا العديد من المبدعين في مختلف المجالات ومنهم مجال صنع العربات فإلى متى ستتواصل هذه التبعية لللفرنسيين فإلى جانب الكلفة المالية الضخمة فإن هذا التعامل أثر سلبا على المبدع التونسي الذي من حقه المشاركة في هذا الكرنافال ولابد من تشجيع مختلف المبدعين سوى من أصحاب التجربة أو من الشباب الموهوب ومن أجل إستمرارية هذه التظاهرة وتطويرها لابد من تخصيص فضاء خاص يكون بمثابة ورشة كبيرة خلية عمل على مدار السنة تتكوّن من لجان فنية ولجان تفكير وابتكار وتخطيط وتنفيذ وتمويل ويُفتح الباب لكل من يقدر على تقديم الإضافة دون إقصاء وتكوين فريق عمل متكامل، فالفرنسيون لا يتميزون عنا في شيء فنحن قادرون على تطوير هذا الكرنافال والوصول به إلى مستوى الكرنافالات العالمية».