القضية الفلسطينية في بعدها الحقوقي ما تزال قضية منسيّة. حقوق الشعب الفلسطيني يدوسها الاحتلال يوميا وكل ثانية، تحت أنظار الأممالمتحدة وهياكلها المختصة، إضافة إلى الحقوق المهدورة للمعتقلين والسّجناء الفلسطينيين، تحت أقبية سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني، في خرق واضح لاتفاقيات جنيف الأربع، لسنة 1949، والتي تحمي المواطنين والسجناء تحت الاحتلال. السيدة فدوى البرغوثي ذكّرتنا في إحدى هذه الجرائم الصهيونية. حيث لم يكف الاحتلال سجن زوجها المناضل مروان البرغوثي بمجموعة أحكام جائرة، وكلّها مؤبّدات لأنه لا يكفّ كما بقيّة المناضلين الفلسطينيين عن الدفاع عن وطنه وشعبه الأسير. بل عاقبت سلطات الاحتلال فدوى البرغوثي، بأن منعتها وكلّ العائلة من مقابلة أو رؤية الأسير مروان البرغوثي، منذ 30 شهرا... هيئة الصليب الأحمر الدولي، تكشف السيدة فدوى البرغوثي، أعلمتها منذ يومين أنها حصلت لها على «تصريح» لزيارة زوجها وبقية السجناء، لكنها لما وصلت السجن، أبى السجان الصهيوني إلا أن يتجاوز هيئة الصليب الأحمر الدولي، ضاربا بذلك عرض الحائط كل المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية... الكيان الصهيوني الذي حصل جزافا على شهادة وجوده من الأممالمتحدة، لا يزال يتحدّى الإرادة الدولية، والشرعية الأممية، وليست هناك جهة رادعة له... اليوم والأممالمتحدة تنشط عبر الجمعية العامة في دورتها العادية بنيويورك، ها هو فصل جديد من فصول جريمة العصر، تأتيه «إسرائيل» أمام عيون الجميع، بدون خشية ولا تراجع.... هذا الكيان المارق، يقطّع اليوم أوصال الجغرافيا الوطنية لفلسطين، ويهجّر أكثر من نصف شعب فلسطين ويأسر الآلاف من أبناء فلسطين في ظلّ صمت مريب من الجميع. إنهم مورّطون جميعا مكوّنات المجتمع الدولي والأممي في سلب حقوق الشعب الفلسطيني.. حقوق وطنية.. وحقوق مدنية.. وحقوق اقتصادية.. الغريب، أن كل هذه الحقوق منصوص عليها كونيا ضمن شرعية الأممالمتحدة... هي الحقوق الفلسطينية، حقوق الإنسان الفلسطيني، المنسية، تلك التي تتمظهر تارة في المعتقلات والسجون، التي تفتقد إلى أدنى الحقوق للأسير السجين وطورا تتمظهر هذه الحقوق المنسية في جريمة العصر التي تمارس في فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية احتلالا وقتلا للإنسان وتجريفا للأراضي ومنعا لأي تواصل فلسطيني فلسطيني... الصهاينة في فلسطين يأمرون العالم والعالم ينصاع: صمتا... إنّنا نقتل الفلسطينيين... صمتا... إنّنا نبيدهم... رغم ذلك العالم ينسى... ويتناسى جريمة العصر... جريمة حقوق الإنسان الفلسطيني...