جاءت الأرقام التي قدمتها الجامعة التونسية لكرة القدم لتكشف حقيقة الأزمة التي يمر بها النادي الإفريقي والنزاعات الثقيلة التي من شأنها أن تورط الفريق في مشاكل وعقوبات قد تهدد مستقبله. الجامعة رمت الكرة في ملعب من يطلق عليهم كبار النادي من أجل يتحملوا مسؤولياتهم تجاه فريقهم الذي قدم لهم الكثير من الشهرة وفتح لهم آفاقا اقتصادية وسياسية وغيرها لتكون المرحلة القادمة خاصة بالفرز والانتقاء بين تجار الولاء وصادقي الانتماء. وستتوجه الأنظار أساسا إلى أصحاب رؤوس الأموال لترقب دعمهم وتحركهم لانتشال ناديهم من أزمته حتى تكون سنة الاحتفال بالمائوية محطة لتجميع الفرقاء وإعادة لم شمل عائلة مزقتها الصراعات والحسابات الشخصية. عقوبة منع جديد سلطت لجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم عقوبة جديدة ضد النادي الإفريقي بمنعه من الانتداب لثلاثة أسواق متتالية إلى حين خلاص مستحقات فريق أطلس خنيفرة المغربي المقدرة ب60 ألف يورو أي حوالي 190 ألف دينار وذلك بخصوص صفقة انتداب المهاجم البوركيني باسيرو كومباوري. الغريب أن باسيرو كان أول لاعب انتدبته هيئة عبد السلام اليونسي وعلى الرغم من تواضع مبلغ الصفقة إلا أنها لم تقم بسداده وها أنه يتحول إلى نزاع لدى الفيفا ويقع إثقاله بمصاريف التقاضي وغرامات التأخير في وقت أنه كان من السهل للغاية أن لا يصل الأمر إلى التنازع الدولي. نزاعات الهيئة الحالية من حسن حظ النادي الإفريقي أن هيئة عبد السلام اليونسي لم تتمكن من إبرام التعاقدات إلا في ميركاتو وحيد من أصل ثلاثة منذ تم انتخابها في جوان 2018 وإلا لتورط الفريق في نزاعات توازي ربما ما ورثه الفريق عن هيئة سليم الرياحي. هيئة اليونسي تعاقدت مع والي ضيوف مقابل 100 ألف دينار تونسي لكنها لم تقم بخلاص ناديه الليتواني وانتدبت باسيرو ولم تمنح ناديه معلوم الانتقال المقدر ب60 ألف يورو أي ما يعادل 190 ألف دينار. وانتدبت الهيئة الثنائي الكاميروني نيكولا سارج وديديي روستان قبل أن تتخلى عنهما ويستنجدا بالفيفا كما قام ساسراكو أيضا بنفس التمشي ومن قبله المالي سليمان دياكيتي. وعلاوة على هذه النزاعات هناك ثلاثة أخرى تحت أنظار لجنة النزاعات وهي المتعلقة بمحمد سليم بن عثمان وأسامة الدراجي وزكريا العبيدي وربما غيرهم. ميركاتو وحيد تكلف على نادي باب الجديد بست قضايا لدى الفيفا وثلاث مثلها لدى الجامعة والبقية تأتي بما أن عديد اللاعبين يستعدون بدورهم لمقاضاة الهيئة الحالية حتى لا تضيع حقوقهم المالية. الجامعة تفضح اليونسي أطلقت الجامعة التونسية لكرة القدم رصاصة الرحمة على الهيئة الحالية فإعلانها عما تم إنفاقه لمجابهة النزاعات وتقديرها للمبلغ ب10 ملايين دينار أثار الكثير من نقاط الاستفهام وكشف عديد الادعاءات التي تم بها مغالطة الأحباء كما حدث في تصريحات سابقة من رئيس النادي عبد السلام اليونسي على غرار حضوره في شهر ماي الماضي ضيفا على إذاعة موزاييك. اليونسي قال يومها إن هيئته أنفقت 12 مليون دينار للنزاعات ولكن ها أن الجامعة تعلن أن الرقم لم يصل إلى 10 مليون دينار إلا بعد أن تم صرف مستحقات فريق العلمة الجزائري المقدرة 1.5 مليون دينار تونسي. إذن كانت جلسة يوم أمس فرصة ليتعرف أحباء النادي الإفريقي على زيف تصريحات عبد السلام اليونسي وأيضا حقيقة ما تم تقديمه لخلاص الديون. أين عائدات النادي؟ في ظل عدم خلاص فريقي باسيرو وضيوف ولجوء بعض اللاعبين إلى التقاضي واقتصار مبلغ خلاص الديون على 10 مليون دينار يتساءل الكثير من الأحباء حول قيمة ما قدمته الهيئة الحالية وفي ماذا صرفت عائدات النادي. التساؤلات تبقى مشروعة فعائدات الإفريقي خلال 15 شهرا كانت تاريخية حيث تحصل النادي على مليوني دينار من مشاركة لاعبيه في كأس العالم مقابل 1.650 مليون من المشاركة في دوري الأبطال مع مليون دينار كعائدات التفويت في صابر خليفة إلى الكويت الكويتي وسليمان كشك إلى سان غالين السويسري ومختار بلخيثر إلى القادسية السعودي. وعلاوة عن هذه المبالغ تحصلت هيئة اليونسي على 750 ألف دينار من الفيفا كتعويض من فترة غياب فابريس أونداما إضافة إلى 3 مليون دينار كمعلوم انتقال نيكولاس أوبوكو إلى أودينيزي الايطالي. ويضاف إلى ذلك 3 مليون دينار قدمها الأب الروحي حمادي بوصبيع و2.5 مليون دينار قيمة العقد الاستشهاري مع أوريدو و1.7 مليون دينار تتعلق بشركة باب الجديد موبيل دون نسيان عائدات «الاسماسينغ» التي بلغت 250 ألف دينار ليكون المبلغ الجملي 15.900 مليون دينار. الجلسة التقييمية ضرورية أعلنت الجامعة يوم أمس الأول أنها نابت هيئة اليونسي في خلاص نزاعات بقيمة 5.135.479 مليون دينار استعادت منها نحو مليوني دينار فيما لا يزال النادي مدينا لها بما قيمته 3.125.047 مليون دينار. عائدات الإفريقي ودين الجامعة رفعا من قيمة ما استفادت منه الهيئة الحالية إلى أكثر من 19 مليون دينار دون الحديث عن العائدات الاستشهارية ومداخيل المغازة والبث التلفزي والتذاكر والاشتراكات وغيرها. ووفقا لما سبق يمكن التأكيد أن الهيئة الحالية لم تقدم أيّة إضافة من أيّ نوع فقد ورطته في نزاعات جديدة وكبدته فشلا رياضيا عميقا ليس أقله فضيحة مازيمبي كما أنها فشلت في ضبط سياسة واضحة رياضيا كانت أو تسييريا لذلك صار من الضروري الدعوة إلى جلسة عامة تقييمية لمكاشفة الأنصار بالحقيقة ولم لا المرور إلى جلسة انتخابية تنهي الفوضى الحالية.