جندوبة الشروق: بعد إصداره لكتاب حول المناضل المربي مصباح الاينوبلي أصدر الأستاذ حلمي الغزواني كتابه الجديد تحت عنوان "الطيّب الزلاّق قائد المقاومة المسلّحة بالشمال الغربي التونسي 19381956". وهو كتاب ازدانت به المرجعية التاريخية للمكتبة الوطنية وهذا الكتاب الذي قدمه الاستاذ الدكتور عبد الحميد الهلالي يحاكي حقبة تاريخية من النزال الوطني ويستقرأ ما كان مسكوت عنه قبل ثورة الكرامة حين تناول شخصية تاريخية كانت بطلا لمرحلة من النضال الوطني أريد لها في زمن ما وتوجه ما أن تقبر ويعد الحديث عنها من الممنوعات. الاستاذ حلمي الغزواني نبش في الوثائق التاريخية لشخصية الطيب الزلاق ذاك البطل الذي قاد المقاومة المسلحة بجهة جندوبة وبجهة الشمال الغربي عامة ومثل شوكة في حلق المستعمر فأخرج في صورة غير تلك الصورة التي سوقت له منذ الاستقلال حين كان يعد متمردا على النظام الجمهوري وعلى بورقيبة وسياسته وما شفعت له بطولاته ولا وطنيته ليكون أحد قادة ما بعد الاستقلال فيتم تكريمه بما يتماشى ومقامه ودوره في حركة الكفاح الوطني ولكن كان العكس حين تمت تصفيته فانتهى من بطل وطني إلى عنوان من عناوين التهميش إلى أن نفض الأستاذ حلمي الغزواني الغبار عن الذاكرة الوطنية وأعادها للمسار الحقيقي فذكّر بالطيب الزلاق بعد نسيان وتناس دام أكثر من ستة عقود كان الرجل يرقد فيها بين قبور النسيان وكل من يحاول النبش في حقيقته مآله سوء المصير . الغزواني بكتابه عن مسيرة الطيب الزلاق وحقيقة دوره في الكفاح الوطني وحقيقة نهايته المؤلمة أعاد الاعتبار لتاريخ الرجل وتاريخ الجهة عامة والذي يتطلب تصحيحا ومصالحة مع الواقع النضالي للجهة وأبنائها الذين دفعوا ضريبة انتماء العديدين منهم لليوسفية وهذا التصحيح يبدأ حتما من دور قبائل خمير ووشتاتة وبن بشير في التصدي للمستعمر الفرنسي مع بداية زحفه لاحتلال تونس عبر طبرقة بحرا والحدود الجزائرية مع مدن عين دراهم وغار الدماء برا فكانت معركة "المريج" و"بن بشير" وغيرهما شاهدة على مقاومة أبطال الجهة ويمر عبر دور احداث 4 أفريل 1934 بوادي مليز في انطلاق شرارة النضال التي اوصلت لإحداث 9 أفريل 1934 بالعاصمة وصولا الى نضالات الطيب الزلاق واليوسفيين الذي عوقبوا وأصبح يشار لهم بالبنان على أنهم أعداء للوطن وللبناء الجمهوري والحقيقة أنهم جزء من الوطن ومن الجمهورية غيرهم عن المشهد منطق الإقصاء الممنهج .