عصف الزلزال الانتخابي الذي ضرب الطبقة السياسية في تونس بكل ثوابت المشهد البرلماني وقلبه رأسا على عقب، حيث اختفت أحزاب كانت فاعلة في البرلمان المنتهية مهامة، وظهرت قوى سياسية جديدة ،إما كان وجودها ضعيفا سابقا أو أنها لم تكن موجودة أصلا. تونس الشروق: انقلاب كلي عصف بالمشهد البرلماني الذي أفرزته الانتخابات التشريعية لسنة 2014 ، فالنتائج الأولية التي تم إعلانها عن ما افرزته صناديق الاقتراع من تقسيم لمقاعد البرلمان، تؤكّد أن المشهد البرلماني شهد تغيّرا جذريّا خاصة وان أحزابا كانت في صدارة الترتيب اختفت كليّا وأحزاب أخرى كانت في المراتب الأخيرة أصبحت في أول الترتيب. نداء تونس أولى ضحايا الانتخابات الحالية حركة نداء تونس، هذا الحزب الذي كان قاطرة العمل البرلماني بكتلة بلغت 86 نائبا، وتحكم في مفاصل العمل البرلماني واختار من يتولى رئيس الحكومة وكان الفاعل السياسي الأول ،قبل ان يدخل في سلسلة من الانقسامات جعلت منه يتأخر في ترتيب الكتل البرلمانية بشكل لافت، حتى أصبحت كتلته لا تتجاوز الثلاثين نائبا. هذا الحزب لم يتحصل سوى على مقعد وحيد في البرلمان الحالي بالرغم من انه قدم قائمات انتخابية في مختلف الدوائر الانتخابية داخل تونس وخارجها، وهو ما يجعل هذا الحزب في تصنيف الأحزاب المندثرة كليّا. الاتحاد الوطني الحر الاتحاد الوطني الحر، هو الآخر من الأحزاب التي اختفت بشكل كلّي،فبعد ان كان الحزب الثالث في ترتيب الكتل البرلمانية في انتخابات سنة 2014، لم يتمكن من الدخول للبرلمان الحالي أي نائب تحت لافتة الاتحاد الوطني الحر، لكن بعض النواب الذين كانوا صلب هذا الحزب ترشحوا بقائمات مستقلة وتمكنوا من الفوز، وهو ما يجعل هذا الحزب قد اختفى كليّا. الجبهة الشعبية الجبهة الشعبية أيضا، من القوى السياسية الهامة في البرلمان الذي انتهت مهمته ، حيث كانت قاطرة المعارضة البرلمانية ب 15 نائبا ، وكان حضورها لافتا في النقاشات وفي اللجان وفي كل العمل البرلماني ، لكنها حاليا اختفت كليّا ولم يبقى من ممثل لها سوى النائب منجي الرحوي. آفاق والحراك حزب افقا تونس أيضا من الأحزاب التي تضررت بشكل كبير من الزلزال الانتخابي الذي ضرب الطبقة السياسية، فافاق تونس كان ممثلا ب 8 نواب وكان شريكا فاعلا في الحكومة، لكنه اندثر بشكل كلي في البرلمان الحالي ولم يتمكن من الفوز حتى بمقعد وحيد. هذه الكتل التي كانت تحتل المراتب الأولى في المشهد البرلمانية منها من اختفى ومنها من بقي بتمثيلية ضعيفة جدا، في حين صعدت قوى سياسية كانت في اخر لترتيب، وتمكنت من تحقيق وجود هام في المشهد البرلماني الجديد، إضافة الى حزب الحراك و تيار المحبة. التيار الديمقراطي من أبرز الأحزاب التي تقدمت بشكل لافت ،حزب التيار الديمقراطي، الذي كان ممثلا بثلاث نواب فقط في البرلمان المنتهية مهامه، لكنه تمكن من الحصول على 14 مقعدا وترجع العديد من المؤشرات ان هذا الرقم سيرتفع باستكمال احتساب كل الأصوات داخل تونس وخارجها ويمكن ان يصل الرقم الى 20 نائبا. حركة الشعب يُضاف الى حزب التيار الديمقراطي، حركة الشعب التي كانت ممثلة بثلاث نواب فقط في البرلمان المنتهية مهامه، وأصبحت في البرلمان الحالي ممثلة ب 15 نائبا وهو ما يجعلها من اكبر المستفيدين من تغيّر المعادلات السياسية وانقلابها لصالح أحزاب كانت تعتبر اقلية داخل البرلمان . ائتلاف الكرامة يبقى من اهم القوى الصاعدة على المشهد السياسي واصبح لها وجود مؤثر في المشهد البرلمان، ائتلاف الكرامة الذي فاز حسب الأرقام الأولية ب 18 مقعدا، ويبدو انه سيكون من القوى الفعلية في تشكل الحكومة واسنادها سياسيا. الحزب الدستوري الحر ويبقى من اهم القوى السياسية الصاعدة والتي من المنتظر ان تؤثث المعارضة البرلمانية ،الحزب الدستوري الحر، الذي كان غائبا تماما عن المشهد البرلماني السابق وسيحضر في المشهد البرلماني الحالي ب 15 نائبا. انهت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، كل ثوابت المشهد البرلماني السابق ،ولم يبقى منها سوى حركة النهضة التي أكملت المدة النيابية بتصدر الترتيب وتمكنت من الفوز بالمتربة الأولى في الانتخابات الحالية، وباستثناء ذلك لم يبقى أي معطى على حاله، وهو ما يوحي بإعادة تشكل كل المشهد السياسي وفق توازنات جديدة. نتائج الانتخابات التشريعية سنة 2014 نداء تونس 86 مقعدا حركة النهضة 69 مقعدا الاتحاد الوطني الحر 16 الجبهة الشعبية 15 مقعدا افاق تونس 8 مقاعد المؤتمر من اجل الجمهورية 4 مقاعد التيار الديمقراطي 3 مقاعد المبادرة 3 مقاعد حركة الشعب 3 مقاعد تيار المحبة مقعدين أحزاب أخرى 8 مقاعد النتائج الأولية للانتخابات التشريعية سنة 2019 (حسب شركة ام رود لسبر الآراء) حركة النهضة: 40 مقعدا قلب تونس: 33 مقعدا إئتلاف الكرامة: 18 مقعدا حزب تحيا تونس: 16 مقعدا حزب حركة الشعب: 15 مقعدا الحزب الدستوري الحر: 14 مقعدا حزب التيار الديمقراطي: 14 مقعد عيش تونسي: 5 مقاعد حزب البديل: 3 مقاعد حركة نداء تونس: 1 مقعد