أسئلة متنوعة من قراء جريدة الشروق الأوفياء تهتم بكل مجالات الشريعة الإسلامية السمحة فالرجاء مراسلة هذا الركن على العنوان الالكتروني:a.gharbi47@yahoo.fr أو على رقم الهاتف الجوال :24411511 . السؤال الأول توفي أبي وأمّي في حادث مرور فظيع وبعدهما فقدت طعم الحياة وصرت مهمومة مغمومة أشعر بالضيق والكآبة وأصبحت تساورني أفكار سوداء بسبب قسوة الحياة وأصبت باليأس ممّا دفعني إلى كره الحياة وإلى العزلة. سيدي الشيخ أرجو منك مساعدتي وشكرا ؟ . الجواب اعلمي أيتها السائلة الكريمة أن الحياة الدنيا دار امتحان وابتلاء وتذكري أنّ ما أصابك فيها من قسوة وهمّ وغمّ يشترك فيه معك كثير من الناس وتيقني أن دوام الحال من المحال وثقي بالله أنه سيبدل عسرك يسرا وعليك بتوثيق الصلة بربك وأنه أرحم بك من الوالدة بولدها وأن قضاءه خير لعبده في العاجل والآجل فالمصائب تكفر السيئات والصبر عليها يرفع الدرجات والله إذا أحب عبدا ابتلاه. أنصحك بقراءة القرآن وبالمداومة على الصلاة فإنها تريح النفس من همومها ونسأل الله لك أن يذهب عنك هذا الضيق وهذا الهمّ وأن ييسر لك أسباب السعادة والهناء. السؤال الثاني عند تكبيرة الإحرام يسنّ للمصلي أن يقوم بدعاء الاستفتاح. ما هو دعاء الاستفتاح وما هو نصّه؟ الجواب دعاء الاستفتاح في الصلاة من السنن التي كان يفعلها النبي ويكون بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة وله صيغ عديدة منها (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد). ومنها أيضا (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك). السؤال الثالث كيف يتم حساب الزكاة بالنسبة لمجموعة من الشركاء في مشروع تجاري. وهل يمكن للشركاء أن يزكوا مالهم كله مع بعضه؟ الجواب الواجب على الشركاء في هذا المشروع التجاري أن يزكي كل واحد منهم حصته إذا بلغت نصابا وعليه فالواجب على كل واحد منكم أن يزكي حصته من هذا المال بعد ضم الأرباح إذا بلغت نصابا ولو بضمها إلى ما يملكه هو من مال آخر وحال عليها حوْلا قمريا كاملا من وقت ملكه لها ولا يضم مال الشركاء بعضه إلى بعض في تكميل النصاب علما وأن النصاب للسنة الهجرية الجديدة ( 1441ه) هو 11880 دينارا. السؤال الرابع لي صديقة عزيزة عليّ متزوجة ولها بنتان لكنها تعاني كثيرا من زوجها المنحرف الذي أبى التوبة إلى الله توبة نصوحا رغم أنه أصيب في رجله إصابة بالغة أقعدته مدة طويلة وفي فترة مرضه تاب وانقطع عن شرب الخمر وأصبح يؤدي الصلاة ولكن ذلك لم يدم كثيرا فسرعان ما عاد إلى انحرافه. لقد ضاقت ذرعا من تصرفات زوجها وفكّرت في الطلاق لكن ما يجعلها تتردّد في ذلك تعلق ابنتيها بوالدهما. إنها محتارة، وترجو منكم مساعدتها وجزاكم الله خيرا؟ الجواب بداية أحيي صديقتك الكريمة هذه المرأة الصالحة التي صبرت وصابرت على أذى زوجها لها وانحرافه وشربه للخمر وما يتبع ذلك من سلوك مشين وسيئ تجاهها وإني أشدّ على يديها وأدعوها إلى ملازمة الصبر لأنه ابتلاء من الله تعالى مأجورة عليه إن شاء الله وعليها أن تدعو الله في صلاتها كي يهدي زوجها إلى الصراط المستقيم وألا تندفع إلى طلب الطلاق مراعاة لبنتيها المتعلقتين بأبيهما رحمة بهما ومحافظة على أسرتها من التفكك كما أنصحها بعدم القنوط من رحمة الله تعالى مفرّج الكروب ومزيل الهموم. أصلح الله حالهما وهدى زوجها ورّده إلى الصواب على الخير والهدى إنه جواد كريم. السؤال الخامس هل أن إضراب الجوع يدخل في باب إلحاق الضرر بالإنسان قد يؤدي به إلى الموت؟ هل لكم أن تعطونا موقف الدين من ذلك؟ الجواب نهى الإسلام عن الإضرار بالنفس وتعريضها للتهلكة. قال تعالى ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ البقرة/195.إذن فليس في الدين شيء اسمه الإضراب عن الطعام أو الشراب لتحقيق غرض من الأغراض ومن سلك هذا المسلك فقد أضر نفسه بالجوع والعطش في غير طاعة قد تؤدي به إلى الوفاة والحديث النبوي معروف الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلّم : «لا ضرر ولا ضرار» أي بمعنى أن المسلم لا يضرّ غيره ولا يضرّ نفسه. والامتناع عن الطعام والشراب فيه ضرر كبير يلحق بفاعله قد يصل إلى حدّ الهلاك والموت وهذا ما تحرّمه الشريعة الإسلامية. والله أعلم