ينطلق موسم جني الزيتون بولاية سوسة يوم 5 نوفمبر المقبل، وسط توقعات بصابة قياسية هي الأفضل في العشرية الأخيرة وتُقدّر ب 200 ألف طن، مما يتطلب توفير اليد العاملة الضرورية للجني وتهيئة المسالك الفلاحية. «الشروق» مكتب الساحل: وحسب المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بسوسة محمد العبيدي فإنّ الموسم الحالي يشهد صابة قياسية تُقدّر الانتاج ب 200000 طن من الزيتون أي ما يعادل 40000 الف طن من الزيت ( أي 2.5 مرة من معدل إنتاج العشرية الفارطة). وأوضح أنّ هذه الصابة كانت منتظرة نظرا للتساقطات المطرية التي شهدها الموسم الماضي، مشيرا إلى أنّ طاقة الاستيعاب الجملية للزيت بالولاية بلغت 40490 طنا من الزيت منقسمة بين 11740 طنا بالمعاصر و28000 طن بالديوان الوطني للزيت و750 طنا بالمركب الفلاحي بالنفيضة، بينما قدرت طاقة استيعاب مصبات المرجين الحالية ب 120000 م3 وهي كافية لاستيعاب كميات المرجين المتوقع فرزها لهذا الموسم والمقدّرة ب 117000 م3. ويبلغ عدد المعاصر بولاية سوسة 122 معصرة بينها 85 معصرة تعمل بنظام متواصل وتبلغ طاقة الخزن بالمعاصر 11700 طن فيما تبلغ طاقة استيعاب مصبّات المرجين الأربع بالولاية 120 ألف متر مكعب. إجراءات لتأمين الصابة وخلال جلسة عمل بمقر ولاية سوسة لتقييم استعدادات موسم جني الزيتون أكّد العبيدي المجهودات المبذولة من طرف المندوبية الجهوية لإنجاح الخطة الوطنية لمكافحة آفات الزياتين والمراقبة الصحية بصفة دورية حيث تمت متابعة حشرة العثة في أجيالها الثلاثة في الجيل الورقي والجيل الزهري والجيل الثمري وكذلك ذبابة الزيتون وحشرة العسيلة وعملت المندوبية على التوقي من آفة التدهور السريع للزياتين. في المقابل أبدى فلاحون وأصحاب معاصر جملة من الملاحظات والمطالب لتأمين نجاح الموسم الفلاحي تلخّصت في ضرورة مواصلة تهيئة المسالك الفلاحية وتفعيل لجان مراقبة المعاصر ومصبات المرجين ومراقبة عمليات تخزين الزيت وتفادي الحوادث وتأمين نقل العملة في المجال الفلاحي والنظر في إمكانية إحداث سوق زيتون بالجهة، فيما دعا الوالي عادل الشليوي إلى مواصلة العمل للنهوض بقطاع الزياتين والإحاطة بالمنتجين والمصدرين وخاصة البحث عن أسواق جديدة. مشاكل بالجملة من جهته قال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بالنفيضة خالد خالد إنّ الفلاحين أصحاب ضيعات الزياتين يعانون عدة مشاكل ومنها صعوبة ترويج الزيتون والسرقات التي بدأت من الآن وطالت عدة مناطق والمسالك الفلاحية غير المهيأة والنقص الكبير لليد العاملة. ودعا خالد السلط الجهوية إلى إيجاد حلول جذرية خاصة في مناطق بوفيشة والنفيضة وكندار التي تشكو نقصا فادحا في اليد العاملة، فيما يعتمد أغلب الفلاحين الصغار خصوصا على "اليد العاملة العائلية" وهو ما يستوجب تأجيل بدء الجني إلى العطلة المنتظرة منتصف ديسمبر المقبل. واعتبر أحد الفلاحين بالنفيضة أنّ العائق الأكبر يتمثل في المسالك الفلاحية المهترئة وغير المهيّأة، مشيرا إلى أن هناك عدة ضيعات زيتون لا يمكن الوصول إليها، حيث لا يصل إليها الجرار للحراثة ولا الشاحنات لنقل الزيتون بعد جنيه، مشيرا إلى أنّ صابة هذا العام كبيرة وتتطلب نقل اليد العاملة التي ستتولى الجني، وهذا يمر عبر تهيئة المسالك الفلاحية التي أصبحت تمثل عائقا كبيرا وتهدد بضياع جزء من الصابة، حسب تأكيده. مركب نموذجي ووسط هذه المصاعب التي يواجهها الفلاحون لجني صابة الزياتين يمثّل المركب الفلاحي بالنفيضة أحد التجارب النموذجية من حيث جودة الإنتاج وخدمات الجني وما بعد الجني، وقال مدير المركب الحبيب غدير: لإنّ صابة هذا العام بالمركب بلغت 3200 ألف طن أي ما يعادل أكثر من 20 ضعفا قياسا بصابة العام الماضي. ويعدّ المركب 75 ألف عود زيتون موزعة على مساحة 1850 هكتارا. وأوضح غدير أنّ المركب يتولى بيع المحصول من الزيتون بالمزاد العلني وإن لم يتوفر الثمن المطلوب يتولى عصره وتحويله إلى زيت ليبيعه لاحقا، مشيرا إلى أن للمركب معصرته الخاصة التي يتم تهيئتها وتبلغ طاقة استيعابها 30 طنا في اليوم، مشيرا إلى أن صابة هذا العام تتطلب وفرة في اليد العاملة وأن المركب سيمكّن من امتصاص البطالة على امتداد أشهر لتأمين جني الصابة.