عُمان (الشروق) مثلت انتخابات مجلس الشورى في سلطنة عُمان حدثا بارزا وفريدا حيث لأول مرة تعتمد دولة عربية التصويت الإلكتروني لانتخاب أعضاء مجلس الشورى في خطوة وصفها المراقبون بالهامة جدا، وستمكن سلطنة عُمان من تحقيق خطوة كبيرة في مجال التقدم الرقمي وأيضا في مجال الممارسة الديمقراطية . سلطنة عُمان عاشت يوم الأحد 27 اكتوبر حدثا كبيرا تمثل في انتخاب أعضاء مجلس الشورى الذي يضم 86 عضوا. وقد بلغ عدد المترشحين لهذه الدورة 637 مترشحا من بينهم 40 امرأة وهو رقم يسجل لأول مرة في انتخابات مجلس الشورى. وبلغ عدد المسجلين في السجل الانتخابي اكثر من 700 الف مواطن عُماني في كل الولايات من بينهم اكثر من 300 الف امرأة . إلكتروني سلطنة عُمان استطاعت ان تحقق سبقا مهما باعتمادها التصويت الإلكتروني وهو امر يحدث لأول مرة في العالم العربي. حيث تم تصميم اجهزة تصويت إلكترونية وتصنيعها في سلطنة عُمان واعتماد تطبيقات إعلامية تمكن كل الناخبين من التصويت والقيام بواجبهم الانتخابي بكل سلاسة . وقالت مصادر عُمانية رفيعة المستوى للشروق ان اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات خصصت 900 جهاز تصويت إلكتروني موزعة على كل المراكز في 61 ولاية وتعتمد هذه الأجهزة على بطاقة الهوية مع اعتماد البصمة للمرور الى التصويت . وخلال يوم الاقتراع تمكنت الشروق من زيارة مكاتب التصويت في ولاية «أزكي» العُمانية حيث لاحظت المشاركة المكثفة في انتخابات مجلس الشورى منذ ساعات الصباح الأولى خاصة من النساء حيث توافد الناخبون على المراكز مما اضطر الى التمديد في ساعات الاقتراع الى حدود الساعة التاسعة مساء لتمكين كل الناخبين من الإدلاء بأصواتهم . شفافية اعتماد التصويت الإلكتروني في انتخابات مجلس الشورى بسلطنة عُمان لا يمثل فقط انتقالا مهما في المجال التكنولوجي والرقمي بل أيضا يضمن شفافية مطلقة في الانتخابات ويقلل من حجم التكاليف المادية ويمكن من إنجاز الانتخابات والقيام بعمليات الفرز وإعلان النتائج بشكل سلس وأيضا وهذا المهم انه يمكن من خلق تقاليد جديدة في الوقت الذي نجحت فيه سلطنة عُمان في تحقيق تقدم بارز في مجال نشر الثقافة الرقمية. وفي مراكز الاقتراع والتصويت توفرت كل الظروف لتمكين كبار السن واصحاب الحاجيات الخصوصية من التصويت، كما تم توفير فرق للإسعاف في كل مراكز التصويت التي كانت عملية الاقتراع تتم فيه بسلاسة وهدوء وأيضا بنظام كبير واحترام لكل الإجراءات والتراتيب. هواتف التصويت الإلكتروني لم يقتصر فقط على مراكز الاقتراع بل في خطوة غير مسبوقة تم اعتماد التصويت عن بعد بالنسبة الى المقيمين خارج البلاد عبر الهواتف الذكية عبر تطبيقة تم إحداثها. وبعد الإعلان عن النتائج فتح المجال لتقديم الطعون والذي سيتواصل لعشرة أيام رغم ان اللجنة العليا للانتخابات لم تسجل أية تجاوزات خلال فترة الصمت الانتخابي ومدة الحملة الدعائية. مرة اخرى تسجل سلطنة عُمان الاستثناء ليس فقط في الخليج العربي بل في كل العالم العربي ومرة اخرى تنجح سلطنة عُمان في ان تكون من الدول القليلة في العالم التي تعتمد آليات التصويت الالكتروني والتصويت عن بعد لتبني بذلك نجاحا جديدا في بلد أرسى الكثير من المؤسسات لبناء دولة عصرية متقدمة حيث نجح هذا البناء المؤسساتي في استيعاب النظام القبلي . ويذكر ان لمجلس الشورى العُماني دورا تشريعي ورقابي كبير وصار يمثل بشكل كامل المواطنين في كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهمهم.