كشف مدير الشرطة البلدية في حوار أجرته معه «الشروق» مؤخرا عن عديد التجاوزات الصحية الكارثية دفعتنا الى مزيد التحقيق حول الاسباب التي أدت بنا الى بلوغ هذه الحالة من عدم الاكتراث لصحة التونسيين والاجراءات التي يجب اتخاذها للتصدي لها وانعكاساتها الصحية. تونس (الشروق) في ظل عدم احترام القانون والانسياق وراء الفوضى والتسيب والاستخفاف بالناس كل شيء يصبح مباحا ومتاحا وعندما تتحرّك هياكل الرقابة في جميع المجالات نكتشف أشياء فظيعة وتحيلنا الى الشعور بالعيش في اللادولة وهذا ماحدث خلال الفترة الاخيرة بعد ان كثفت الشرطة البلدية جهودها في جميع الجهات وكشفت عن فظاعات في المخالفات الصحية وانخراط المواطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور لمخالفات كارثية على غرار رجل يعجن تمرا لاعداد المقروض بساقيه. وذكر مدير الشرطة البلدية العميد حسان العيادي في هذا الاطار ل"الشروق" ان فرق المراقبة رصدت اخلالات كارثية على غرار ضبط زيوت مجهولة المصدر معبأة بأوعية بلاستيكية كانت في الاصل لمواد كيمياوية كما حجزت عديد الاطنان من الاغذية منتهية الصلوحية وأغذية تروج بمنطقة الكبارية بعد ان جلبها أصحابها من مصب برج شاكير وأضاف: «لقد حجزنا ايضا واتلفنا 6000 لتر من المياه مجهولة المصدر و 6 صهاريج معدة لنقل المياه في ظروف غير صحية وحجزنا اسماكا ملونة بمادة كيميائية تميل الى اللون الاحمر ولها خطورة كبيرة على الصحة. وقال :«ومن الكوارث الصحية ايضا حجز كميات هامة من مواد التنظيف التي لا تستجيب للمواصفات ويتم اعدادها في «قاراجات». وأشار الى ارتفاع نسبة أمراض السرطان التي تتعلق بالغذاء لدى الطبقات الضعيفة وحتى المتوسطة على غرار سرطان القولون والامعاء. ودعا المواطنين الى الحيطة والحذر من هذه المواد الغذائية وإعلام فرق الشرطة البلدية في حال معاينة أي اخلال وهي تتعهد بالتدخل الفوري وإعلام بقية الهياكل المعنية. أمراض الغذاء الفاسد وفقا لمنظمة الصحة العالمية فان الاغذية غير المأمونة والتي تحتوي على جراثيم ضارة أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية تتسبب في الإصابة بأكثر من 200 مرض، تراوح بين الإسهال والسرطان وتشير التقديرات إلى وجود 600 مليون شخص، بواقع شخص واحد تقريباً من أصل كل 10 أشخاص في العالم، ممّن يسقطون في حبائل المرض في أعقاب تناول طعام ملوث، وإلى وجود 000 420 شخص آخر ممّن يموتون سنوياً، ممّا يسفر عن فقدان 33 مليون شخص من الذين يتمتعون بحياة صحية (على أساس سنوات العمر المعدّلة باحتساب مدد العجز ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة نسبة 40 % من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، ويموت منهم سنوياً 125000طفل وأمراض الإسهال هي من أكثر الأمراض شيوعاً التي تنجم عن استهلاك أغذية ملوثة وهي تتسبب في سقوط 550 مليون شخص في حبائل المرض وتحصد أرواح نحو 000 230 شخص آخر سنوياً لصلة وثيقة بين السلامة الغذائية والتغذية والأمن الغذائي. وأشارت المنظمة الى ان الأغذية غير السليمة تتسب في حلقة مفرغة من المرض وسوء التغذية، وخصوصاً ما يصيب الرضع وصغار الأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الصحة المعتلة ، الامراض المنقولة بالغذاء تعرقل التنمية الاجتماعية الاقتصادية، إذ إنها تفرض عبئاً ثقيلاً على النظم الصحية، وتلحق الضرر بالاقتصادات الوطنية وبقطاعي السياحة والتجارة سلاسل توريد الأغذية وتعبر الآن عدة حدود وطنية. وأكدت المنظمة على التعاون الجيد بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين لضمان السلامة الغذائية. من الإسهال إلى السرطان عادة ما تكون الاعتلالات المنقولة بالغذاء ذات طابع مُعدٍ أو سمي، وتتسبب فيها جراثيم أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية تدخل جسم الإنسان عن طريق الغذاء الملوث أو الماء الملوث ويمكن أن تتسبب مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء في الإصابة بالإسهال الحاد أو بحالات عدوى موهنة، بما في ذلك التهاب السحائي. ويمكن أن يتسبب التلوث الكيميائي في الإصابة بالتسمم الحاد أو بأمراض طويلة الأمد كالسرطان. ويمكن أن تتسبب الأمراض المنقولة بالغذاء وفقا للمنظمة العالمية للصحة في العجز الطويل الأمد والوفاة. ومن أمثلة الأغذية غير المأمونة الأغذية الحيوانية المصدر غير المطهية جيداً، والفواكه والخضروات الملوثة. * إطارات واعوان المراقبة التابعة للشرطة البلدية تراجع عددهم من 1600 سنة 2013 الى 1250 حاليا بعد إحالة عدد هام على التقاعد وهو مايفرض تعويضهم بانتدابات جديدة. رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية محمد الرابحي ل (الشروق)..سنشهّر بالمخالفين ونحمي المبلّغين رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية محمد الرابحي قال ردا على سؤال الشروق ان سلامة مايستهلكه التونسيون ستكون مستقبلا مسؤولية الهيئة بدرجة اولى وان التصدي للمخالفات الصحية بأنواعها الخطيرة والبسيطة هي من مشمولاتها وكذلك مراقبة الاغذية المحلية والموردة والتي تروج بالداخل أو الموجهة للتصدير. واضاف انه في 2020 سوف يدخل قانون السلامة حيز التطبيق ليصبح هو القانون الوحيد المعتمد لينظم كل ماله علاقة بالمراقبة وستدخل الهيئة في شراكة مع الاعلام والمنظمات الثلاث المعنية من اتحاد الفلاحين ومنظمة الدفاع عن المستهلك ومنظمة الاعراف. وحول فشل فرق المراقبة في اداء مهامها وصمت بعض المراقبين عن كوارث صحية اما خوفا او طمعا وامكانية رضوخ الهيئة لضغوطات الاشخاص النافذة اثناء اكتشاف كوارث صحية في منتوجاتها او مؤسساتها قال الرابحي سيتم تعزيز عدد المراقبين وتحسين ظروف العمل وتوفير التجهيزات المطلوبة بما يمكن من اداء مهامهم في ظروف افضل وسأحرص على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ومهما كانت الاسماء والجديد بالنسبة الينا هو اولا فتح نافذة خاصة بموقع الهيئة الالكتروني لتمكين المواطنين الذين يرصدون اخلالات في اي جهة من التبليغ عنها والتشهير بها لدى هياكل الرقابة والرأي العام عن طريق الصور او الفيديوهات وتقع متابعتها مباشرة من قبل المراقبة مع حماية المبلغ والكشف عن الشخص المخالف وذكر شركته او اسمه اذا ثبت أي تجاوز صحي. وخلص الى القول بأن الهيئة كما تعول على قدراتها فهي ايضا تعول على انخراط المواطن في الجهد الرقابي بتمكينها من المعلومة في الابان حتى نتمكن من التصدي لاي مخالفة صحية خطيرة على غرار التسممات التي بلغت 800 حالة في آخر احصائية. وأكّد ان الهيئة سوف تتصدى خاصة للنقاط السوداء حيث رصدت عددا هاما من المحلات العشوائية وذلك من خلال نشر بلاغ تطالب فيه اي شخص له محل لبيع مواد غذائية او حيوانية باعلامها في آجال محددة واذا تجاوزها تسلط عليه عقوبات صارمة في شكل خطايا مالية وغلق المحل. وبخصوص المواد الغذائية الفاسدة والتي يعاد ترويجها بعد اتلافها قال مدير عام الهيئة ان هناك طرقا مختلفة لاتلاف المواد الغذائية وتختلف باختلاف نوعها وكل بضاعة سيتم رصدها مستقبلا كما هي وسط النفايات يتلقى صاحبها عقوبة صارمة.