معاناة (م) 59سنة من السرطان انطلقت منذ أشهر مما غير حياته اذ فقد مع العلاج الكيمياوي عمله في حضائر البناء وضاع قوت ابنائه كما خسر نصف وزنه وكل شعرة في راسه ووجهه حتى تغيرت ملامحه وتدهور وضعه المالي.* تونس (الشروق): امام صيدلية الليل بحي الغزالة وضع (م) لافتة كتب عليها انه مريض بالسرطان ولا يملك قوت ابنائه الثلاثة ولم يكن في حاجة للكلام فالداء الذي بداخله مرسوم على وجهه وجسمه النحيل. لا يعاني هذا الكهل وحده من المرض الخبيث في تونس اذ عرف هذا الداء في السنوات الاخيرة انتشارا واسعا في تونس خاصة لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً مشبعاً بالدهون الحيوانية ويستهلكون الكحول او التدخين والذين يعانون من السمنة كما ان هناك استعدادا وراثيا لبعض الاشخاص للإصابة بهذه الامراض التي تصبح اخطر كلما تأخر الكشف المبكر. 40 إصابة يوميا وتشير الارقام ان تونس تسجل 40حالة جديدة لمرض السرطان يوميا أي نحو 17 ألف حالة جديدة في السنة، مع توقعات بأن يرتفع عدد المصابين بهذا المرض في غضون سنة 2024 إلى 24 الف حالة جديدة، بحسب الجمعية التونسية لمكافحة السرطان وتخفي هذه الارقام قصص مرض مؤلمة منها ما روته ل»الشروق» فريدة (39سنة) حيث ذكرت ان ابنها الوحيد مصاب بهذا المرض وهو في سن الحادية عشرة وقد اعتقدت انه شفي منه لكنها اكتشفت مؤخرا انه عاد بقوة واكثر شراسة لكنها لم تعد قادرة على كلفة العلاج في المصحات الخاصة وهي تبحث عن الحلول الممكنة لعلاج ابنها في المستشفيات العمومية رغم مخاوفها من الاكتظاظ وطول فترة الانتظار وتضيف انها لم تعد قادرة ماديا على توفير العلاج الضروري لابنها في المصحات الخاصة بعد ان باعت كل ما تملك في بداية مرضه. من جهة اخرى نشرت احدى المدونات انها تبحث عن دواء لمرض والدتها الخبيث مضيفة أن الدواء ليس متوفرًا دائمًا لذلك تضطر للبحث عنه في عدة جهات وقد لاحظت ان والدتها تخضع حاليًّا لحصص علاج بالأشعة لمدة شهر و5 أيام. مجهودات ولم يخف الكثير من المرضى انهم يتجرعون مرارة المرض وصعوبة الظروف المادية ونقص الدواء احيانا رغم ان القائمين على مستشفى صالح عزيز وسائر المستشفيات التي تعالج هذا مرض السرطان يبذلون مجهودات كبيرة لتوفير الآلات الخاصة بالتشخيص والعلاج اخرها تجهيز 3مستشفيات بالة متطورة pet scan التي تم الانطلاق في استغلالها بكلّ من مستشفى صالح عزيز بتونس ومستشفى صفاقس ومستشفى سوسة ويعدّ استخدام هذه التجهيزات في علاج المرضى انجازا للصّحة العمومية بتونس خاصة أنّ هذه الآلة لم تكن متوفّرة إلّا في مصحّة خاصة وحيدة وتكلفتها باهظة جدا، كما أنّها ستوفّر على الدّولة عبء التّكفل بمصاريف نقل المصابين إلى دول أجنبيةّ ويشار أنّ تكلفة هذه الآلات الثلاث اكثر من 21. كما أن عديد المشاريع يتم احداثها بالتوازي لتحسين ظروف علاج المرضى منها مشروع المركز الجديد التابع لمعهد صالح عزيز والذي سيخصص للعيادات الخارجية والفحوصات الخارجية والأرشيف الى جانب إحداث معهد جديد للسرطان متكامل الاختصاصات يستجيب للمواصفات الحديثة ببن عروس باعتمادات جملية تفوق 200 مليون دينار وبتمويل وشراكة مع دولة الكويت سيتضمن بالإضافة إلى قسم الاستشفاء قسما لإقامة المرافقين للمرضى القادمين من المناطق البعيدة وعائلاتهم وفضاء ترفيهيا للمرضى المقيمين وهي مجهودات ترمي إلى تحسين قبول المرضى والتكفل بهم خاصة على المستوى العلاجي والجانب النفسي لما لهذا المرض من خصوصية على نفسية المريض. ويشار ايضا انه تم الانتهاء من مشروع مركز علاج السرطان بجندوبة الذي يتضمن قسما للعلاج بالأشعة وآخر للعلاج بالكيميائي وقسما لجراحة السرطان بالإضافة الى توفر أقسام للعلاج بالأشعة والعلاج الكيمائي بكل من أريانةوسوسةوصفاقس وقسم للعلاج بالكيميائي بقابس كما يوجد عدة مختصين في عدة مدن تونسية على غرار جراحة السرطان في نابل وجندوبة ومدنين والعلاج الكيميائي بباجة والقيروان وقفصة وتعد هذه الخطوات ايجابية في اتجاه تركيز علاج السرطان بمختلف الجهات بما يسهل على المواطنين رحلة العلاج ويقرب منهم الخدمات كما ان من شانه ان يقلص الضغط نسبيا على مستشفى صالح عزيز الذي يستقبل المرضى من مختلف الجهات والذي يمكن ان يصل الضغط عليه يوميا الى 850مريضا ثلثهم يتوجهون نحو العيادات الخارجية والبقية يتمتعون بسائر الخدمات الصحية. ولا يغيب عنا دور عدد من الجمعيات في الاحاطة بالمرضى وعائلاتهم من توفير الدعم النفسي والمادي. ويشار إلى ان معهد صالح عزيز الذي تأسس يوم 14 مارس 1969 وتحول إلى مؤسسة عمومية للصحة في جانفي 1993 يتضمن موارد بشرية تناهز 663عونا ويوفر 187 سريرا. ويؤمن سنويا اكثر من 93الف عيادة خارجية و8666 إقامة.* وزيرة الصحة سنية بالشيخ: 3 آلات متطورة للكشف عن السرطان ذكرت وزيرة الصحة سنية بالشيخ خلال تواجدها بمستشفى صالح عزيز مؤخرا للاعلان عن انطلاق استغلال آلة الكشف المتطوّرة عن الأورام السّرطانيّة التي تم اقتناؤها مؤخرا ان كلفة هذه الآلة تصل الى نحو 7مليارات واضافت انه تم تجهيز 3 مستشفيات بمثل هذه الآلة والانطلاق في استغلالها بكلّ من مستشفى صالح عزيز بتونس العاصمة ومستشفى صفاقس ومستشفى سوسة واعتبرت ان هذه المعدات تعتبر انجازا للصّحة العمومية بتونس خاصة أنّ هذه الآلة لم تكن متوفّرة إلّا في مصحّة خاصة وحيدة وتكلفتها باهظة جدا، كما أنّها ستوفّر على الدّولة عبء التّكفل بمصاريف نقل المصابين إلى دول أجنبيّة. وأضافت الوزيرة أنّ تكلفة الآلات الثلاث تتجاوز 21 مليار. ويشار انه منذ الثلاثاء الماضي انطلق مستشفى صالح عزيز في استخدام آلة الفحص المقطعي (البات سكان PET SCAN) بعد إجراء فحوصات على 5 مرضى بالسرطان، ليكون بذلك ثالث مستشفى عمومي يستخدم هذه التقنية المتطورة. نجوى الطرابلسي المديرة العامة لمعهد صالح عزيز ل«الشروق»: المستشفى يستقبل 850 مريضا يوميا في فترات الذروة ذكرت المديرة العامة لمعهد صالح عزيز السيدة نجوى الطرابلسي ان المستشفى يستقبل في اوقات الذروة 850 مريضا يوميا بالسرطان بالاضافة الى اقاربهم خاصة وان هذا المرض له خصوصية منهم من يتم قبوله في العيادات الخارجية ومنهم من يتم توجيهه الى التحاليل والاشعة وباقي الخدمات الصحية ورغم أن عدد الاطار الطبي وشبه الطبي محدود الا ان المجهودات كبيرة لتأمين الخدمات اللازمة للمرضى كما ان تمكين المستشفى من عدة تجهيزات منها آلة التصوير بالأشعّة المتطورة التي تم جلبها مؤخرا والتي تعدّ مكسبا للصّحة العمومية خاصة وأنّها تكشف بدقّة كلّ الأورام السرطانية في كافة الجسم، كما تسّرع في تشخيص وبالتالي الإسراع في تقديم العلاج المناسب للمريض. وفي خصوص تعريفة الكشف بهذه الآلة المتطّورة ذكرت الطرابلسي انه لم يتم تحديد السعر بعد لكنه سيكون مدروسا وفي متناول المرضى.