اقتلع المنتخب الوطني تعادلا ايجابيا (2 2) أمام المالاوي وعاد في اللحظات الأخيرة بفضل عزيمة اللاعبين أو بعضهم على الأقل واصرارهم على العودة بنتيجة ايجابية وتمكن زملاء الجزيري من الضغط على المنافس في نهاية المقابلة وذلك بفضل بعض التحويرات التي أجراها لومار أيضا. المنافس كان في المتناول في البداية وكان المنتخب الأفضل في بداية اللقاء وتحصل الجزيري على ضربة جزاء بامكان أي حكم (ولو كان من المالاوي) أن يعلن عنها لأن الكرة تجاوزت المدافع الذي تصدى إلى الجزيري لكن الحكم أعلن عن ركنية وهمية. مباشرة بعد هذه العملية بدا الاضطراب واضحا على اللاعبين الذين سقطوا في فخ النرفزة وتحولت السيطرة إلى المنافس الذي سجل هدفين وتصدى الحارس التونسي لأهداف أخرى. وفي نهاية المقابلة عاد زملاء الجعايدي بعزيمة لا تقهر وارغموا الحكم على الاعلان عن ضربة جزاء بعد أن تغافل عن الثانية وبعد أن أهدرت سجل الجزيري الهدف الأول وكان الهدف الثاني في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع من أقدام الغضبان. **مهزلة تحكيمية دون أن نحمل الحكم كل ما وقع في اللقاء يمكن القول أن السيد سليمان لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال حكما دوليا ولا يمكن أن يمنحه الاتحاد الافريقي هذا الشرف أو على الأقل يجب تجريده منه حالا حتى لا تتكرر مثل هذه الأشياء لأن الحكم لم يرتكب الأخطاء التقديرية بل تعمد ارتكاب الأخطاء المتعمدة والتي كادت تتسبب في هزيمة المنتخب وتعقيد الوضعية أكثر، وتراجعنا إلى المراكز الأخيرة ومرور المالاوي إلى المركز الثالث خلف غينيا والمغرب. **متى يقتنع لومار المدرب روجي معروف بقوة الشخصية التي تصل أحيانا إلى حد العناد والجامعة التونسية تعلم ذلك وكانت في كل مرة تدعو إلى عدم مواجهته لأن المدرب حقق ما عجز عنه الأوائل (كأس افريقيا) ولأنه معروف بنزاهته وحب العمل المتقن وتفانيه في عمله وهو الأجنبي الوحيد منذ عهد كاسبارتشاك (وهذه حقيقة لابد أن تذكر) الذي جمع بين الكفاءة والاحتراف والتنظيم والنزاهة واعطاء كل ذي حق حقه. ولكن المنتخب بعد الفوز بكأس افريقيا كان في حاجة إلى دماء جديدة وتصورات جديدة وروح جديدة أيضا وهذا ما كان على المدرب أن يفعله مباشرة بعد الحصول على الكأس وكان عليه أن يفعل ذلك أيضا بعد حصول المنتخب الفرنسي على كأسي العالم وأوروبا. ولكن لومار تجاهل ذلك مرة أخرى واكتفى بالموجود ولم يستوعب ما حصل لزملاء زيدان لأن اللاعب لا يمكن أن يتحول إلى آلة وتبقى دائما في حاجة إلى استعادة الانفاس بعد القيام بكل مهمة إلا إذا كان من طينة رونالدينو الذي يتحول إلى الملعب في نهاية كل أسبوع ليتسلى. وعموما بعد لقاء المالاوي بدا واضحا ان المنتخب في أشد الحاجة إلى هذه الدماء الجديدة وأن لومار عليه أن يعيد النظر في مسألة أحقية اللاعب الذي ينشط في أوروبا في اللعب لفائدة المنتخب قبل اللاعب المحلي لأن بعض لاعبي البطولة بامكانهم الافادة مثل بوجلبان والزيتوني والسلامي وأمير الحاج مسعود وقمامدية وتراوي والورتاني وغيرهم كثير. ربان في وسط الميدان على ذكر بعض هؤلاء اللاعبين بدا واضحا ان المنتخب في حاجة إلى ربان في وسط الميدان وبدا ذلك واضحا في لقاء المالاوي حيث بقي المهاجمون ينتظرون التمريرات الحاسمة من لاعبين لهم نزعة دفاعية وكثيرا ما تكون التمريرة سيئة جدا فيضطر المهاجم إلى مضاعفة الجهد للالتحاق بالكرة وأحيانا للاحتجاج على زميله ولكن لسان حال لاعب الوسط الدفاعي يقول «جاد الفقير بما لديه» ولذلك على الاطار الفني أن يقتنع أن المنتخب في حاجة إلى صانع ألعاب حقيقي وبامكانه على الأقل أن يختبر بعض اللاعبين وتجنب الحكم عليهم قبل اختبارهم. **أي ظهيرين للمنتخب؟ بالاضافة إلى اخطاء الدفاع والتركيبة الغريبة في وسط الميدان يمكن القول أيضا ان الاطار الفني لم يوفق في اختيار الظهيرين بعد غياب حقي وكلايتون والعياري وحاتم الطرابلسي، ووقع الاختيار على البوسعيدي وعلاء الدين يحيى وبدا واضحا ان الاختيار في غير محله لأن الأول حديث العهد بالمنتخب والثاني لا يمكن أن يكون لاعب رواق وليست له الخصال اللازمة لذلك. عموما المنتخب في حاجة أكيدة إلى إعادة النظر في عديد المسائل ولكن هذه ليست نظرة تشاؤمية ومازالت حظوظنا بأيدينا لأننا سنستقبل فرق الصدارة (غينيا والمغرب) في تونس كما ان الرزنامة لها الجزء الأكبر من المسؤولية لأن غياب كينيا في اللقاءات الأولى فرضت علينا اجراء 3 مقابلات بعيدا عن تونس بصفة متتالية (غينيا المغرب ثم المالاوي) ولو استقبلنا كينيا في موعدها (بعد لقاء غينيا) لوجدنا أنفسنا الآن في المركز الأول. **الترتيب الحالي 1) غينيا : 7 (1-) 2) المغرب : 5 (1-) 3) تونس : 5 ) بوتسوانا : 5 5) كينيا : 3 ) المالاوي : 3 * ملاحظة: هذا ترتيب المجموعة قبل اجراء لقاء غينيا والمغرب