... لا يمكن ان تمرّ النقاط ال 21 للبرنامج الانتخابي للرئيس بن علي دون تحليل يكشف عمق تلك النقاط والأسس التي انبنى عليها البرنامج الانتخابي والتي تختزل فلسفة اصلاحية متكاملة تؤسس للجمهورية الجديدة التي تقوم على ثوابت ومبادئ ظلت دائما نقاطا مضيئة في مسيرة المصلح بن علي. واذا كان المحور الاساسي والأول في البرنامج الانتخابي يؤكد مرة أخرى ان التشغيل اولوية دائمة ل «بن علي» ذلك ان لملف التشغيل اهميته الكبيرة في اوساط المجتمع وبين كل شرائحه. تشغيل ولأن التشغيل يبقى احدى اهم المسائل في شؤون كل اسرة تونسية فقد حظي بكل هذه العناية والأولوية ضمن البرنامج الانتخابي للرئىس بن علي. لكن من بين نقاط القوة في برنامج «بن علي» تلك الحقيقة التي تتأكد الآن يوما بعد يوم وهي ان الاصلاح السياسي خيار ثابت ومسار لا يتوقف. فقد ظلت سنوات التغيير حافلة سنة بعد أخرى بالاجراءات والاصلاحات التي تهم الشأن السياسي بالبلاد كما تحولت التعددية الى تقليد سياسي ثابت وراسخ في المجتمع التونسي وسيذكر التاريخ ان اول برلمان تعددي وان اول دخول للمعارضة في السلطة التشريعية كان بفضل تلك الاصلاحات التي تحققت في حقبة التغيير. ويؤكد البرنامج الانتخابي ل «بن علي» ان ذلك المسار الاصلاحي في الشأن السياسي لن يتوقف ما دامت وراءه ارادة صادقة وفكر اصلاحي رائد كان وسيظل وراء ترسيخ التعددية واحترام اي مخالف وضمان حق المعارضة في التواجد والتمثيل داخل البرلمان ومناقشة كل القرارات المصيرية التي تهم الشعب. اصلاح ولأن التاريخ سيذكر دائما ان المصلح «بن علي» كان له شرف اقرار الاصلاح الشامل للمنظومة التربوية فقد كان اعطاء فرص اوسع للنجاح امام التلميذ والطالب احدى نقاط القوة في برنامج «بن علي». ذلك ان مدرسة تدفع سنويا بآلاف الفاشلين لا يمكن لها ان تكون مدرسة في خدمة المجتمع وتقدّمه لذلك كانت إرادة «بن علي» منذ اقرار الاصلاح التربوي مع السنوات الاولى للتغيير جعل النجاح هو القاعدة والفشل استثناء لا بدّ من زواله وزوال اسبابه حتى يكون شعار المدرسة التونسية «لكل فيها حظ». يدرك «بن علي» ابن الاسرة التونسية اهمية التعليم والعلم داخل الاسر التونسية لذلك كان اهتمامه بنجاح مسيرة كل تلميذ من ابناء تونس في المدن كما في القرى والأرياف والفيافي البعيدة... ولأن نجاح اي برنامج ليس في عمقه فقط بل في شموليته ايضا كان برنامج المصلح «بن علي» برنامجا متكاملا وشاملا لكل ميادين المجتمع ومن تلك الميادين ضرورة خلق ارضية ملائمة لبناء اقتصاد المعرفة ذلك ان التحولات الكبيرة والمتسارعة التي يعرفها العالم اضافة الى تضاعف حجم المعارف كل خمس سنوات يحتم خلق الارضية اللازمة والآليات الضرورية لبناء اقتصاد المعرفة والاندماج في تلك التحولات ذات النسق المتسارع الرهيب. مواطن ان البرنامج الانتخابي ل «بن علي» يعيد دائما للمواطن اعتباره الرئىسي لذلك تضمن احد اهم المحاور الذي يؤكد حرص المصلح «بن علي» على ضمان دخل ارفع للمواطن وحماية اكبر للمستهلك خاصة وان السنوات الماضية شهدت ارتفاع مداخيل التونسي وجعلته في مرتبة متقاربة مع دخل المواطن في دول يفوق حجم الثروات فيها بكثير ما يتوفر في تونس البلد الذي يبقى فيه المواطن صاحب الاعتبار الاول في اية معادلة. ووجه برنامج المصلح «بن علي» عناية نحو القطاع الفلاحي الذي كان من المحاور الاساسية ليؤكد على بعث فلاحة حديثة وضمان دخل افضل للفلاح ذلك ان الفلاحة تبقى احدى اهم الميادين الاقتصادية والاجتماعية في تونس اضافة الى توجيه المجموعة الوطنية لاستثمارات ضخمة نحو القطاع الفلاحي الذي نجح في سنوات التغيير الى تحقيق نقلة نوعية يشهد بها الجميع في مجال الانتاج خاصة كما نجح القطاع الفلاحي في ان يكون من اهم القطاعات المشغلة والدافعة للتنمية. ويدرك الرئيس بن علي ان تحقيق انتاجية عالية للقطاع الفلاحي لابدّ ان تتحقق بارساء فلاحة حديثة عصرية ومتطوّرة وضمان دخل افضل للفلاح التونسي. تضامن لقد كان التضامن ولايزال احدى اهم ركائز المشروع المجتمعي للمصلح «بن علي» فقد تحوّل التضامن الى تقليد راسخ في حياة كل تونسي واستطاع المدّ التضامني الرهيب الذي عرفته تونس ان يغيّر حياة الكثير من التونسيين وتحوّلت المقاربة التونسية للتضامن الى مقاربة عالمية تؤسس لبعد جديد في التضامن بين الشعوب لذلك كان خلق مقاربة متجددة للتضامن محورا اساسيا في البرنامج الانتخابي للرئىس «بن علي» ولان الثقافة بعد هام في فلسفة التغيير فقد تضمن البرنامج الانتخابي للمصلح «بن علي» محور الثقافة للجميع ليكون شعار الملحمة الثقافية لجمهورية تستنير بفكر المصلح «بن علي» ويشارك كل التونسيين في نحت كيانها وبناء اسسها..