أمر رئيس الوزراء الصهيوني شارون قواته بالاستمرار في العدوان المتواصل منذ أسبوعين في شمال قطاع غزة أساسا معلنا في الأثناء انه قرر عرض خطة الانسحاب المفترض من قطاع غزة على الكنيست للتصويت عليها نهاية الشهر الجاري... وعلى الميدان سقط المزيد من الشهداء والجرحى بينما نجحت المقاومة في إلحاق خسائر في العتاد بالقوات الغازية ومضى أسبوعان تقريبا على انطلاق عدوان «أيام الندم» الذي أقرته حكومة شارون بدعوى الردّ على هجمات المقاومة الصاروخية على المستوطنات في جنوبفلسطينالمحتلة والذي خلف إلى غاية أمس الاثنين حوالي 120 شهيدا ومئات الجرحى... عدوان متواصل وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي وصحيفة «هآرتس» العبرية أنّ شارون الذي رأس أول أمس الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمر بمواصلة عدوان «أيام الندم» مخالفا بهذا رأي كبار القادة العسكريين. وقالت الإذاعة ان شارون اعتبر أنه لا بد من الإبقاء على الضغط مسلطا على الفلسطينيين عبر مواصلة العدوان. وفي مقابل موقف شارون هذا لاحظ قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ان المقاومة لم تطلق أول أمس الأحد وللمرة الأولى منذ بدء عدوان «أيام الندم» أي صاروخ على مستوطنة «سديروت» بالنقب الغربي جنوبيفلسطينالمحتلة. وقال مصدر أمني صهيوني ان شارون رأى أنّ اقتراح تخفيف وتيرة العدوان والانسحاب من مخيم جباليا سيشجع المقاومين على استئناف الهجمات الصاروخية على المستوطنات ويبعث برسالة خاطئة بعد تفجيرات سيناء. وحسب المصادر العبرية فقد طلب قائد الجيش موشي يعالون من شارون الإذن بإعادة نشر قواته خارج مخيم جباليا الذي تحمل عبء العدوان متحجّجا بأن بقاء الجنود الصهاينة في المخيم لفترة طويلة يعرضهم للخطر. لكن شارون أمر بأن يستمر العدوان بالمستوى ذاته الذي كان عليه في الأيام الماضية. ومن جهتها ذكرت يومية «هآرتس» ان شارون لا يريد إنهاء العدوان (أو تخفيفه) قبل الانتهاء (اليوم الثلاثاء) من وضع نظام للإنذار ضد صواريخ المقاومة في مستوطنة «سديروت». وعلى الميدان استشهد أمس فلسطين وجرح 6 آخرون بنيران القوات الصهيونية التي توغلت في دير البلح بوسط قطاع غزة. واستشهد أمس كذلك فلسطينيان متأثرين بالجروح الخطيرة التي أصيبا بها أول أمس أثناء الاعتداءات التي تعرضت لها مناطق شمال قطاع غزة. ومنذ أول أمس الأحد وإلى غاية مساء أمس سقط ما لا يقل عن 7 شهداء فلسطينيين في مخيم جباليا وبيت لاهيا ودير البلح... وفي مخيم «يبنا» برفح جنوبي القطاع نجا أمس القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الشيخ خليل من غارة جوية صهيونية أسفرت عن جرح 4 أشخاص بينهم اثنان من أشقائه. وفي الضفة الغربية أصيب 4 فلسطينيين على الأقل برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين في منطقة نابلس. ** تصويت على خطة شارون وغداة تشديده على مواصلة العدوان قال أمس شارون في خطاب ألقاه أمس في افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية انه سيعرض خطته حول الانسحاب من قطاع غزة على نواب الكنيست للتصويت عليها يوم 25 أكتوبر الجاري. وزعم شارون أن حكومته لا تزال ملتزمة بخطة «خريطة الطريق» داعيا الفلسطينيين إلى نبذ ما ادعى أنه إرهاب في إشارة إلى أعمال المقاومة. وتحدث رئيس حكومة تل أبيب أيضا عن ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع مع الفلسطينيين معترفا في هذا السياق بأن العمل العسكري لن يحل هذا الصراع. وتجدر الإشارة إلى أن شارون لا يملك الأغلبية في الكنيست.