كان الاعلان عن دستور 2014 يوما حزينا في تاريخ التونسيين ، خرج البعض يومها ليبشرنا بأننا كسبنا افضل دستور في العالم ، دستور يضمن الشغل والكرامة والصحة والتعليم والسكن وكل الحق في الحياة لكل مواطن لكن كان كذبة كبرى صاغها مجلس تأسيسي انفقوا عليه وعلى نوابه من اموال التونسيين الشيء الكثير ... دستور 2014 دستور الغنيمة ، من خلال فصوله قسموا كعكة الحكم كما يريدون وتركوا الشعب يستمتع بالكذبة الكبرى ، قالوا للشعب ان العالم يحسدنا من اجل هذا الدستور الذي لم يضمن للشعب في النهاية اي شيء فلا كرامة ولا صحة ولا شغل ولا تعليم ولا سكن ولا مستقبل ولا أمل نعيش به ... ما حدث يوم 25 جويلية يؤكد ان كل المنظومة سقطت وفشلت ... عشر سنوات عجاف غابت فيها التنمية وانتشر الفقر وارتفعت نسبة الأمية وانقطع الاف الاطفال عن الدراسة وأفلس فيها التجار وانهارت المؤسسات ، عشر سنوات عشنا فيها الازمة تلو الازمة وعشنا على وقع الوعود الإنتخابية الزائفة ... التونسيون اليوم لن يقبلوا بعودة البرلمان الذي تحول الى حلبة للصراع ، كل القوانين كانت تضبط على مقاس مصالح احزاب الاغلبية ، طيلة عشر سنوات شيطنوا كل شيء وقدموا انفسهم على انهم ملائكة لكن الان اكتشف الشعب الحقيقة ولامجال الى العودة الى الوراء ... بعد 25 جويلية تاريخ جديد لتونس لابد من وضع دستور جديد ونظام انتخابي جديد والقطع مع سنوات الفشل والتكفير والارهاب التي عشناها بإسم الديمقراطية ... ليس صحيحا ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة ، كانت لوبيات المال وراءها وكان التمويل الاجنبي حاضرا تونس اليوم تحتاج الى تاريخ جديد وتحتاج الى اشخاص صادقين وتحتاج الى التخلص من دستور الغنيمة الذي صاغه افراد على مقاسهم ... انتفاضة 25 جويلية يجب ان تتواصل وتستمر حتى تحقق كل اهدافها ... سفيان الاسود
