عن استقبال العوائل البغدادية لرمضان المبارك يقول الحنفي «كلنا يلم ان الدنيا والحياة في تغير، فكان الجميع يصوم، وسكان الازقة والمحلات كانوا يعرفون بقدوم شهر رمضان من خلال باعة البقلاوة والزلابية اذ كانوا يتهيأون لرمضان فقط، حينها يعرفالناس ان الشهر جاء وهلّ ببركته ولياليه الجميلة. فكان الجميع نساء ورجالا وأطفالا في وقت العصر وقبل المغرب يعملون في المطبخ. وكانوا يتفننون في أكلات الافطار، والجميع كان يجلس حول المائدة يستأنسون ويتلذذون حيث كبة الحلب وشوربة العدس او الماش والمحلبي والحلاوة وكباب عروق وكلباستي وهي ضلوع مشوية ومخلمة بالبيض واللحم والعصيدة وبقلاوة عرب وهي التمر المقلي بالدهن والبراصة وهي مكونة من البصل الاخضر واللحم والطماطم، وشراب قمر الدين، فهذه الأكلات كانت تؤكل فقط في شهر رمضان... وأما (التمن) اي الرز فكان يؤكل فقط في السحور والسلاطات كانوا يعملون منها أنواعا وبحسب نتاج الموسم. سمر وكان البغداديون في أوقات الامان وأزمنة العافية (يتسامرون ويحتسون الشاي والحامض والاطفال يلعبون في بعض الألعاب (كسمبيلة السمبيلة) والرجال يذهبون الى الجوامع لأداء صلاة التراويح. وفي المقاهي كان يتسامر كبارالسن فقط، أما الشباب فكانوا يلعبون لعبة المحيبس والصينية وغيرهما، وهذه الالعاب قديما في بغداد كان يلعبها الشباب في الدرابين وليس في المقاهي مثلما هم حاليا. وفي بعض المقاهي يستمعون الى المقامات العراقية، فسابقا وقبل تأسيس الاذاعة لم يكن هناك تسجيلات وأغان، وعند تأسيس الاذاعة عام 1963 بدأت تبث أحاديث دينية وتمثيليات، اضافة الى الالعاب في المقاهي. ووقت الفطور كان يضرب الطوب اي المدفع وفي السحور ايضا. وفي الجوامع كان هناك وعاظون صبحا وعصرا وبعض وعظهم فيه أشياء هزلية يستأنس الناس حين سماعها وبعض الاشياء الدينية التي يخشع الناس لها.