حفل منبر الحوار الأخير للحملة الانتخابية للرئيس بن علي بالكثير من المضامين خاصة وأنه دار حول أحد أهم نقاط البرنامج الرئاسي للفترة المقبلة (2004 2009) والذي جاء تحت عنوان : «الاصلاح السياسي خيار ثابت ومسار لا يتوقف». وتميز اللقاء الذي نشطه السيد حاتم بن سالم بالمحاضرة القيمة التي ألقاها الأستاذ زهير المظفر وبحضور ممثلين عن أحد أحزاب المعارضة التي عبّرت في فترة سابقة عن مساندتها لترشح الرئيس بن علي لولاية جديدة. السيد جلال لخضر النائب في البرلمان المتخلي وعضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين أثنى على الانجازات التي تحققت في عهد الرئيس بن علي وتساءل عن السبب في عدم توليف جبهة وطنية في اطار المساندة له تتكوّن من التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم والاحزاب والمنظمات الوطنية والجمعيات المدنية التي أعلنت وقوفها الى جانب الرئيس بن علي في مسيرته من اجل تونس الغد وقال النائب المعارض : «لماذا لم تتكوّن جبهة معلنة حول الرئيس بن علي خاصة وان مبررات هذا الالتقاء موجودة بحكم ما أصبح يُستشعر من أغلبية التونسيين بأن بن علي هو الخيار الوحيد الضامن على التقدم بالبلاد الى الأمام والى مستقبل أفضل». المحاضر الاستاذ المظفر تساءل في رده بعد ان استعرض التفكيرات التي حصلت تاريخيا في احداث جبهة وطنية عقب تغيير السابع من نوفمبر عبر المجلس الاعلى للميثاق الوطني عن امكانية العودة حاليا الى الجبهة؟ وقال هناك حديث يمكن أن يجري حول الأغلبية الرئاسية والأغلبية البرلمانية لكن بحسب رأيه «اذا أردنا ان نُقبر التعددية فعلينا ان نشكل الجبهة المشار اليها...» ويواصل المحاضر : «نظام الجبهة الوطنية من شأنه ان حدث الآن أن يُلغي التعددية وأن يفتح الباب الى العودة الى منطق الحزب الواحد والفكرة الواحدة». وتحدث الاستاذ المظفر على ان البلاد في حاجة الى المزيد من الاثراء للاختلاف والتعدد وأشار الى ان الاصلاح السياسي يتقدم بثبات ولن يتوقف وستكون الفترة القادمة مرحلة جديدة لخطوات أخرى سيُعمل فيها على تعزيز المكاسب الديمقراطية واثراء الانجازات. وأتى المحاضر على ذكر ما أعلنه رئيس الدولة من عزمه الترفيع في الدعم المادي للأحزاب بما يمكّنها من الاضطلاع بدورها على أحسن وجه ومن تعزيز مكانتها وتدعيم دورها في تأطير المواطنين لتنظيم مشاركتهم في الحياة السياسية. بالاضافة الى تدعيم الديمقراطية المحلية باعتبارها المحك الحقيقي للتنافس السياسي بين الاحزاب وتعزيز سبل مشاركة المواطن الفعالة في شؤون جهته وتدعيم حضور المرأة والشباب وفتح الأبواب أمامهم للتواجد في مؤسسات الجمهورية وفي مختلف الهياكل وفي النسيج الجمعياتي.