لست أدري لماذا يصرّ البعض على ان الاحداث فاجأتنا... ولم يقتنع بعد انها تجاوزتنا... ولست أدري لماذا يلح البعض على ان أحوالنا عال العال في وقت نبتهل الى الله ان يحسن العاقبة والمآل... ولست أدري لماذا نفوّت دوما على أنفسنا فرصة ان نكون في قلب المعامع ونكتفي دوما بتحضير الحصير قبل الجامع؟ لا نحتاج الى أجوبة فكلنا يعرف الجواب الواحد... والكلام الواحد مادامت الاهانات الكرويةتتكرر مع مطلع كل موسم رغم التشجيعات والتوصيات... ولا نحتاج الى وقفة تأمل فنحن شبعنا تأملات ونظرات ونظريات... فقط نريد وقفة «ستوب» (STOP) لكل الذين ساهموا في اهانتناكرويا... من اعضاء الهيئة المديرة الى اللاعبين الى الجماهير... وبكلمة ألطف وأعمق، نريد ان نتحاسب مادام امر كرتنا يهمنا جميعا؟ * السؤال الأول: لماذا تراجعت انديتنا على الصعيد القاري والعربي وصرنا نكتفي بالفرجة على الآخرين؟ * السؤال الثاني: ما هي تأثيرات الصفعة على أحلام المنتخب؟ حقائق بالجملة قبل أيام هزتنا النشوة الى اعتبار كأس رابطة الابطال وكأس الكؤوس وكأس ال»كاف» من تحصيل الحاصل وصار الواحد منا يتساءل كيف ستسع صدورنا هذه الافراح بالجملة... وتساءلنا ايضا هل نحن في حلم أم يقظة... قبل ان تأتينا الصفعة الأولى من خروج النادي الافريقي أمام جمهوره وتوديع الحلم الافريقي... وحتى نسكّن أوجاعنا ابتلعنا حبة فاليوم تقول ان فريق باب الجديد كان انذاك يعاني من أكثر من مشكل صحي ونفساني ومادي... واقنعنا انفسنا بما لا نستطيع اقناع الغير به... وعدنا نتنافخ بالحديث عن النجم والترجي واللقاء المنتظر بينهما في كأس «السوبر» خاصة ان حديث الورق يضعهما في منزلة افريقية عليا... لكن الترجي الذي اعتبرناه مهابا قاريا ومحليا واقليميا استحال الى خروف يطأطئ رأسه هنا وهناك ليتطاول عليه الجميع وتبتلع شباكه صابة من الاهداف لعل اقلها «التسعة» التي قبلتها شباكه من الفرق المصرية فقط... وكأنها صارت تتراهن عمّن يبعثر أوراق الترجي أكثر... وعمّن يجرحه اكثر وعمّن يذله أكثر... فأين الترجي...؟ عندما نرمي نظرنا على التشكيلة الأساسية لفريق باب سويقة تصدمنا حقيقة أولى تقول «أين أولاد المكشخة» وكيف يسير هذا الفريق العريق بلا ابناء وهل ان الذين نسميهم محترفين وجاؤوا لأكل الخبز سيشعرون بمرارة الهزيمة مثلما كان يشعر بها قدور وبن مراد وعكاشة وبن يحيى ومعلوم وبن ناجي... أم تراهم سيقنعون الجمهور بذلك بمجرد حصول خصومة فوق الملعب او امام حجرات الملابس مثلما حصل عشية السبت وتسبب فيها احتياطيون لا يشرفون الترجي فيما أتوه... ولو لا تدخل رئيس الترجي لحصلت كارثة لفريق كان افضل منا فهزمنا... كيف يعقل ان يتصرف الترجي في مليارات كاملة ويفرض عليه القانون ان يخصص جزءا لابأس به لفائدة الشبان ولا نرى «انتاجه» داخل فريق الأكابر... فأين مركز التكوين؟... بل أين التكوين ذاته؟... ام ان فرقنا تكتفي بتكوين ابناء الغير...؟ حقيقة أخرى تقول ماذا يفعل اغلب الذين شاهدناهم داخل الترجي... فهل فريق في هذا الحجم وهذا العمر وهذا المجد يحتاج الى مجموعة من المغضوب عليهم داخل فرقهم... او من الذين انتهى مشوارهم الكروي من زمان... وهل كان الترجي يحتاج الى مجموعة شيوخ ام الى دماء جديدة... فمعدل الاعمار مرعب... والذين هم امام باب الاعتزال اكثر من الموجودين امام باب الآمال... فكيف اذن يستقيم الظل؟ حقيقة أخرى تؤكد ان القادم أشدّ لظى على الترجي من الحاضر بمجرد ان نطرح السؤال: من سيعوض تيزي... وبدرة والجعايدي وثابت وغيرهم من شيوخ القبيلة... وهل جهّز الاطار الفني فيلق التعويض أم ان الذين ينتظرون ذلك لا يمكن لهم ان يظهروا الا بمناسبة الاصابات والغيابات الاضطرارية. حقيقة أخرى نسأل من ورائها ماذا قدّم المقعدي للترجي وهو الذي قامت من أجله الدنيا ولم «تقعد»... فنحن لا نكاد نراه داخل التشكيلة ولا ندري من يتحمل الغلطة... وبم نفع امير المقدمي صفوف الاحمر والاصفر وهو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ذات صيف ساخن بين النجم والترجي... وماذا فعل زياد التريكي وجوهر المناري سوى ان الاول تسبب في هزيمة الذهاب في مصر والثاني كان «بطل» واقعة الاياب في المنزه...؟ وماذا فعل ويفعل محمد القيزاني وهل تراه سيقنع الجمهور بأنه «ترجيست» بفعله المشين بين الشوطين... وماذا قدم رياض الجلاصي وعماد بن يونس وغيرهما ممن يتلونون داخل كل فريق يلعبون له... هؤلاء وغيرهم جاؤوا الى الترجي «شبعانين» فزادهم شبعا وبالتالي فهم غير مذنبين... والذنب على من تعاقد معهم واعتبرهم صالحين... وكلنا يتذكر وما بالعهد من قدم ما قدمه عيادي الحمروني وطارق ثابت القادمين من وذرف... وما يقدمه مراد المالكي القادم من مطمور الحديد الجريصة... وما يحلم ان يقدمه كل الجائعين الى المجد والنجومية وأكل الخبز الحلال. الوضعية حرجة جدا وليست مرتبطة بالانسحاب (ولو انه كان القطرة التي افاضت الكأس) فكلنا يتذكر ما حصل للنادي الافريقي مع القائمة الافريقية حيث لم يجد هذا الفريق العريق العدد الكافي من اللاعبين المؤهلين افريقيا... وكلنا يتذكر ان الترجي عندما لاقى المريخ السوداني لم يكن على مقعد بدلائه غير حارس مرمى ومدافع «فقط» بدعوى التحضير لموعد آخر وهو ما كان محل سخرية من أكثر من قناة تلفزية... وكلنا يعلم ما تعانيه انديتنا من سلطة وتسلط الهيئات المديرة واستبدادها بالرأي... فترى رئيس النادي اداريا... ومدربا... وقائما بالصفقات وحتى مكوّنا للشبان وهو ما لا يتماشى مع موروثنا الكروي والواقع الرياضي.... دون الحديث عن اللخبطة التي تحصل بين الفينة والأخرى بسبب أمور بدائية مثل عدم الانتباه الى عدد الانذارات الموجهة للاعبين. نقطة الى السطر ما جرى للافريقي والترجي وما قد يجري للنجم الساحلي (بما ان مهمته صعبة) يفرض علينا التوقف كليا لنراجع حسابنا فهو خاطئ على طول... وكم نتمنى من الاعماق ان تفهم بعض الاطراف انها صارت زائدة داخل هذه الفرق وفي الحقل الرياضي عامة سواء من مسؤولين او لاعبين لتخرج من باب الهزيمة... فقد لا تجد ذات يوم بابا لتخرج منه.