اعتبر مراقبون دوليون أن اعلان الادارة الامريكية عن مصرع واصابة العشرات من جنودها في «ضربة» الموصل أمس الأول يعد «سابقة» من نوعها ذلك أن الامريكان كانوا قد تعرضوا لهجمات أشد ولكنهم تكتموا عن خسائرهم... ورأى خبراء ومراقبون أن هناك أسبابا عديدة تقف على الأرجح وراء الاعلان الامريكي عن هذا العدد من القتلى ربما يأتي في مقدمتها التمهيد لعملية عسكرية ضخمة على الموصل واقالة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد وتأجيل الانتخابات العراقية. وكان هجوم عنيف قد استهدف أمس الأول قاعة طعام في أكبر قاعدة أمريكية بالموصل مما أسفر عن مصرع 22 شخصا على الأقل بينهم 19 جنديا أمريكيا. وغداة هذا الهجوم الأعنف من نوعه ضد القوات الامريكية في العراق منذ مطلع ماي من العام الماضي، تاريخ اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش عن انتهاء العمليات العسكرية أغلق الجيش الامريكي منذ فجر أمس الى أجل غير مسمى الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تربط بين جزءي الموصل. حسابات أمريكية وقد أثار الاعلان الأمريكي عن حجم الخسائر الأمريكية في حد ذاته ردود فعل متفاوتة، ففيما اعتبر عدد من المراقبين أن هذا العدد من القتلى الأمريكان «مفزع» بحق رأى آخرون أن الاعلان الامريكي يخفي وراءه على الأرجح شيئا ما على اعتبار أن الامريكان كانوا قد تعرضوا بهجمات أشد من هجوم الموصل في وقت سابق ولكنهم لم يعلنوا عن خسائرهم... ورأى بعض المراقبين في هذا الصدد ان السبب في الاعلان الامريكي عن هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى ربما يعود الى حسابات خاصة داخل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش من أبرزها التمهيد لاقالة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الذي تتواتر الدعوات لاقالته... واعتبر المراقبون ذاتهم انه ربما كان السبب الآخر الذي دفع بادارة بوش الى اعلان هذا الحجم من الخسائر في صفوف قواتها هو إعطاء مبرّر اضافي لتأجيل العملية الانتخابية التي قد تدفع بعناصر لا ترغب أمريكا في اعتلائها سدة الحكم في العراق... لكن فريقا آخر من المحللين السياسيين رأي في الاعلان الامريكي ذاته مقدمة للتمهيد لعملية عسكرية ضخمة تنوي القوات الامريكية شنها على المدينة خاصة أن رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي لم يخف رغبته في هذه «الحملة» عندما أعلن قبل أيام انه يعتزم اجتياح مدينة الموصل والسيطرة عليها... وخلص هذا الفريق من المحللين من هذا المنطلق الى أن مدينة الموصل لن تشهد هدوء في الأيام القادمة على ما يبدو وستبقى تعيش حالة من الترقب في انتظار ساعة الصفر، وقد تتحوّل الى «فلوجة جديدة» يشن خلالها الجيش الأمريكي هجوما واسعا. تأثيرات سلبية لكن التصريحات التي يتناوب على اطلاقها المسؤولون والجنرالات الأمريكان تجمع في معظمها على أن ضربة الموصل كان لها وقع قاس على الجنود الامريكيين بالعراق. واعتبر الجنرال كارتر هام، قائد القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية بمدينة الموصل أن الهجوم الذي وقع أمس الأول والذي سقط فيه عشرات القتلى والجرحى من الجنود الأمريكيين ستكون له تأثيرات سلبية كبيرة على قوات الاحتلال وعلى العراقيين في المدينة... وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد أعرب من جهته الليلة قبل الماضية عن قلقه حيال هذا الهجوم وقال ان هذه العملية تعكس يأس المسلحين العراقيين في المدينة...