المجلاّت الثقافية في تونس لا تتجاوزعدد أصابع اليد بالنسبة لما يباع منها في الأسواق وهي : الحياة الثقافية المسار رحاب المعرفة قصص والإتحاف. ولكن لكل من هذه المجلات معوقاتها فبالنسبة لمجلة اتحاد الكتاب التونسيين فإن عدم تحديد موعد قار لصدورها سواء مرّة كل شهر أو شهرين أو حتى كل فصل أثّر كثيرا على جدّية علاقتها بالقارئ يضاف إلى ذلك فإن طبيعتها كمجلّة لاتحاد الكتاب يجعل من أسرة تحريرها تواجه اختيارات صعبة فأعضاء الاتحاد يتحجّجون بأن من حقّهم النشر فيها ولكن بعض النصوص لا ترقى الى مستوى النشر لأن مقاييس الانخراط في الاتحاد مازالت مثار جدل.. أما المشكلة الثالثة التي تعاني منها «المسار» فهي مشكلة كل المجلات التونسية وأعني بذلك التوزيع. فمجلّة «الحياة الثقافية» نجحت في انتظام الصدور وتنوّع المساهمات ولكنّها فشلت في التوزيع وهو نفس مشكل «قصص» و»رحاب المعرفة» فكل منهما لا تنقصها الجدية ولا المستوى الأدبي الراقي ولكن التوزيع يبقى المشكلة الأساسية. أما مجلة «الاتحاف» ورغم أنها وفّقت في الاستمرارية وانتظام الصدور فإنها مازالت الى حدّ الآن لأن تكون مجلّة «هواة» سواء في المضمون أو الشكل وهي في حاجة أكيدة وعاجلة لتغيير شكلها وصرامة أكبر في مقاييس النّشر. وإذا كانت هذه المجلات موجودة في السوق على ما فيها من علاّت فإن هناك مجلاّت أخرى على مستوى علمي رفيع لكنهاغير متوفرة في السوق وكأنها تصدر بشكل سرّي مثل المجلة التي يصدرها معهد الحركة الوطنية أو مجلة الجمعية التونسية للدراسات التاريخية وباقي المجلات العلمية التي تصدر في الجامعة التونسية وأعرقها «حوليات الجامعة التونسية» التي لا نراها في السوق مطلقا. فمن ينهي مشاكل المجلاّت الثقافية التونسية؟