يمثل الحصول على شغل والاندماج في الحياة العملية الشغل الشاغل بالنسبة لأصحاب الشهائد العلمية من خريجي المعاهد العليا أو المتحصلين على شهائد في التكوين المهني. مما يفسر تكاثف هؤلاء على مكاتب التشغيل وإتباع طرق أخرى للاطلاع على الانتدابات والتماس إعلان يفضي إلى ايجاد وظيفة. ورغم وضع البرنامج الاضافي لمزيد دفع تشغيل حاملي شهادات التعليم العالي وتجسيم القرارات الرئاسية لدعم آفاق التشغيل فإن ظاهرة البطالة على هذا المستوى تبقى مرتفع. «الشروق» أخذت بعض الآراء والشهادات فيما يخص هذا الموضوع. (فتحي) متحصل على الأستاذية في مادة الانقليزية، ذكر ان مكتب تشغيل الاطارات وكذلك مرصد الشباب من بين الطرق التي يلتجئ إليها المتحصلون على شهادات التعليم العالي للبحث عن شغل. إلا أنه من النادر جدا توفر ذلك، وان توفر فيكون عكس الاختصاص الذي يبحث عنه، ويضيف أن نفس الاعلانات أو الانتدابات تبقى في الحواسيب التي يوفرها المكتب حتى وان تجاوزات تواريخ الترشحات. ثم يذكر ان فرصة العمل أصبحت صعبة جدا وتبقى مقتصرة على الشعب التي لم تدخل فعلا طور البطالة المملة. (سامية) متحصلة على الأستاذية في مادة العربية منذ 3 سنوات ولم يحالفها الحظ في النجاح في «الكاباس» تساند هذا الرأي وتفيدنا أن مثلها مثل جميع الحالات التي تشابهها دائمة البحث عن عمل سواء عبر الصحف أو من خلال البلاغات التي تبثها الصحافة المسموعة وكذلك مكاتب التشغيل إلا أن ذلك لم يمكنها من تخطي مشكلة البطالة إلى حد اليأس، والتفكير في بعث مشروع من المشاريع التي تساهم في بعثها الوكالة التونسية للتشغيل وذلك بتوفير قروض بنسب منخفضة أو دون فائض. لكن ما يعيق تجسيد هذه الرغبة هو شرط الوكالة في أغلب الأحيان أن يساهم الباعث في تمويل مشروعه بأموال ذاتية حسب ما أفادت به سامية. ويقول (نزار) متحصل على شهادة تقني سامي في الإعلامية انه وجد مؤخرا اعلان انتداب يهمه من خلال تردده يوميا على مكتب التشغيل ومتابعته لكل الاعلانات الصادرة بالصحف ويعبّر نزار عن فرحته بذلك بعد السنوات الثلاث التي عاشها من البطالة مما دفعه للاشتغال في مقهى الجامعة التي تخرج منها وكل يوم يمر يتجدد الأمل لديه ثانية في الحصول على وظيفة تتماشى ومؤهلاته العلمية ويختم كلامه بأن فرصة العثور على شغل تبدو أكبر لمن له «المعارف». (سنية) مسؤولة عن جمع المطالب بمكتب تشغيل الاطارات تفيدنا أن عروض الشغل متوفرة والمطالب أكثر توفرا لكن تبقى عملية الاستجابة لهذه العروض حسب الكفاءات وحسب الخبرة أيضا التي تشترط في الانتدابات وغالبا ما يبقى حامل الشهادة العليا محروما من العمل الذي يتلاءم مع اختصاصه (غالبا) لعدم خبرته في ذلك الميدان. وتتساءل كيف تتوفر الخبرة ولم يتوفر العمل؟ تبقى مصاعب كثيرة أمام حاملي الشهائد العليا في الحصول على فرصة شغل حيث يكون كل متخرج ممزق بين هاجس العمل مع توفر الكفاءة وانعدام الخبرة لاكتساح سوق الشغل.