من أي معدن قد هذا الرجل؟ وأي شيء يمكن أن يطاول هذا الجبل؟ فلقد كان صلبا مصمما مؤمنا بعروبته ايام كانت له صولات وجولات... أيام كان اسم العراق يكفي ليزلزل الارض تحت أقدام الصهاينة. واليوم هو أشد صلابة واكثر تصميما وايمانا بعروبته وهو يقبع شامخا كالنسر في سجن الغربان... ومن مفارقات الدهر ان يقع النسر في سجن الغراب. من سجنه، من حيث يعتقل سجانيه وجلادي شعبه ومن حيث ينغص حياة جحافل الموت والدمار والطغيان طلع من جديد... كالمارد ليكشف أعوار الاحتلال وليؤكد أن الرجولة والشرف والكرامة رايات شامخات وكذلك تبقى في كل الظروف ومهما تقلبت الاحوال... (أنظر النص الكامل لحديثه الى محاميه خليل الدليمي في الشروق ليوم امس ص 10 11 12). سأل عن شرفاء العراق وتألم لوجع ابناء الفلوجة مع كل طلعة غربان حاقدة تتدافع لتصب حمم الموت والدمار على رؤوس الصابرين الصامدين. سأل عن فلسطين، وهل هناك جرح اعمق من جرح فلسطين التي عدها قضية العراق الاولى. سأل عن سوريا، وماذا فعل بها الاعصار... لأنه كان يدرك أن الطوفان قادم... وأن الجراد يستهدف كل شيء... تمنى لو أنه يستطيع أن يضع رفيق الدرب والسلاح عزت الدوري في سويداء العين ويغمض جفونه حماية للمعاني وصونا للقيم العربية... وختم بالتأكيد مجددا بأن الأمة العربية كلها هي عائلته... وهل بعد كل هذا يسأل سائل: من أي معدن قد هذا الرجل؟ باختصار شديد... لقد قد من معدن صدام حسين.