رحبت أوساط المنظمات والمؤسسات اليهودية والأمريكية المتطرفة في الولاياتالمتحدة بشدة بدراسة إحصائية للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يقول معدوها وممولوها أن النتائج التي تتضمنها تقوض حجة التهديد السكاني التي استند إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون لبلورة خطة الانسحاب من قطاع غزة من طرف واحد. ويذكر أن العديد من الخبراء والمحللين الإسرائيليين ذكروا أن زيادة وتيرة عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ورغبة شارون بمقايضة غزة بأجزاء من الضفة الغربية هي وراء خطة الانسحاب. فقد أظهرت الدراسة التي قدمت الأسبوع الماضي في مؤسسة «هيرتيج فاونديشين» (مؤسسة التراث) ومعهد أمريكان انتربرايز وهما مركزا أبحاث ينتميان إلى اليمين الجمهوري المحافظ المتطرف في الولاياتالمتحدة بأن هناك هجرة فلسطينية مهمة ونقصا حادا في نسبة المواليد خلال السنوات السبع الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة خلافا للأرقام التي تعلنها السلطة الفلسطينية. ويدعي أصحاب الدراسة التي أصدرها مشروع «إي بي سي الديموغرافي» أن نحو 200 ألف من المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة قد هاجروا منذ عام 1997، وأن هناك نحو 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربيةوغزة، فيما تقول السلطة الفلسطينية أن الرقم هو 3.8 مليون فلسطيني. وهو ما يؤيده العديد من الديموغرافيين الإسرائيليين البارزين. وتقول دراسة مشروع إي بي سي أن نسبة النمو السكاني كانت 2.4 بالمائة في عام 2003، أي نحو نصف نسبة النمو السكاني التي ذكرتها السلطة الفلسطينية وهي 4.5 بالمائة. وفي عام 2003 زاد سكان الكيان الصهيوني بنسبة 1.7 بالمائة. وقال أعضاء في المشروع أنهم سيقدمون الدراسة إلى صناع السياسة الإسرائيليين وأعضاء في الكونغرس الأمريكي ودبلوماسيين. وقالوا أن الدراسة التي مولها رجال أعمال من اليهود الأمريكيين والإسرائيليين ستستخدم كحجة ضد ما يقال أن اليهود أخذوا يصبحون بسرعة أقلية ويجب أن ينسحبوا من الضفة الغربيةوغزة لضمان المحافظة على ما يسمونه نقاء يهودية الكيان الإسرائيلي. وتزعم الدراسة أن عشرة آلاف فلسطيني على الأقل يغادرون الضفة الغربية وقطاع غزة سنويا. وأضافت الدراسة استنادا إلى ما تقول أنه معلومات استقاها معدوها من معهد نرويجي في رام الله يدعى «فيفا» أن مائة ألف فلسطيني غادروا الضفة الغربية في عامي 2001، 2002 أثناء قمة تصاعد الانتفاضة وأعمال القتل والتدمير الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.