واشنطن موسكو باريس (وكالات) رسم رئيس معهد التقديرات الاستراتيجية الروسي الكسندر نوفالوف 3 سيناريوهات للوضع في العراق بعد اجراء الانتخابات متوقعا بالخصوص نشوب حرب أهلية وتمرد كردي وتهميش للسنة مقابل سيطرة الشيعة على مقاليد الحكم في البلاد... وكشفت مصادر مطلعة في الأثناء أن الادارة الأمريكية تعكف على دراسة أربع خطط وخيارات جديدة تتعلق بمستقبل الدور الامريكي في العراق يأتي في مقدمتها تقسيم العراق الى كيانات والابقاء على 20 ألف جندي لخفض التكاليف البشرية والمادية... وقد أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش الليلة قبل الماضية بالانتخابات في العراق معتبرا أنها نجاح مدو وانجاز تاريخي لكنه شدد على أن أمام العراق طريق طويل ودام... وقال بوش في تعليق مقتضب على الانتخابات العراقية سيستمر الارهابيون والمتمردون في شن حربهم ضد الديمقراطية وسندعم الشعب العراقي في التصدي لهم على حد تعبيره وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس من جهتها عن سعادتها حيال ما أسمته بنجاح المسار الانتخابي في العراق. سيناريوهات... متشائمة لكن أحد الخبراء الروسيين «سخر» أمس من مثل هذه التصريحات المتفائلة التي يطلقها مسؤولو الإدارة الأمريكية حول الانتخابات وقال متسائلا هل بهذا الشكل سيتمكن الأمريكيون من العودة الى وطنهم معتقدين أنهم جلبوا الديمقراطية لدولة أخرى من دول العالم؟ ورأى رئيس معهد التقديرات الاستراتيجية الكسندر كونوفالوف أن الواقع يشير الى عكس ذلك تماما حيث أن لا أحد يؤمن بمثل هذه «النهاية السعيدة» بمن فيهم أكثر الأمريكيين تفاؤلا. ووضع كونوفالوف في هذا الصدد 3 سيناريوهات لمسار الأحداث في عراق ما بعد الانتخابات حيث رأى أن الشيعة سيفوزون في هذه الانتخابات مضيفا ان سيطرة متوقعة للشيعة في العراق قد يؤدي الى تشكيل نظام راديكالي تيوقراطي معاد للولايات المتحدة وجميع الدول الديمقراطية في هذا البلد. أما السيناريو الثاني فمن الممكن حسب كونوفالوف أن يرفض العراقيون الاعتراف بنتائج الانتخابات ليتحول الصراع على السلطة الى مواجهات مسلحة تؤدي الى اندلاع حرب أهلية يشارك فيها الشيعة والسنة والأكراد ويتدخل فيها طرفان خارجيان هما تركيا وايران وهو ما قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها. ويتمثل السيناريو الثالث في احتمال أن يتحول العراق الى «فريسة» سهلة لما وصفه ب»الارهاب الدولي».... وفي ضوء هذه السيناريوهات المتشائمة أعرب كونوفالوف عن اعتقاده بأن واشنطن وضعت بسياستها غير المضبوطة العالم كله أمام مهمة البحث عن مخرج من المأزق مضيفا إنه من الصعب التنبؤ بمستقبل العراق في الظرف الراهن ولكن يمكن القول أن الذين جاؤوا الى هذا البلد لبناء الديمقراطية قد وقعوا في فخ كبير... خطط... أمريكية وذكرت مصادر مطلعة في هذا السياق أن الإدارة الأمريكية تدرك جيدا أنها وقعت في الفخ بالعراق وهو ما جعلها تدرس بسرية تامة أربع خطط تتعلق بمستقبل الدور الأمريكي وبالبحث عن مخرج من المستنقع العراقي... وحسب المصادر ذاتها فإن الادارة الأمريكية قررت خفض عدد قواتها المتواجدة في العراق الى 20 ألف جندي فقط خلال الأشهر المقبلة والعمل بعد الانتخابات على اقامة «تحالف سياسي جديد» من القوى والشخصيات العراقية المعتدلة السنية والشيعية والكردية وتقبل مبدأ تقسيم العراق بحيث تؤدي هذه الخطوة الى التوصل الى صيغة توافقية مشتركة بشأن توزيع المسؤوليات والصلاحيات والحصص بين مختلف الطوائف على أن يتم في الوقت ذاته تشكيل لجنة خاصة تضم نوابا من مختلف الطوائف والأطراف ويكون السنة ممثلين فيها بشكل عادل... وتكتمل هذه الخطط وفق ذات المصادر بالتخلي عن فكرة ابقاء العراق موحدا أو يحكمه نظام مركزي قوي والعمل على تقبل تقسيم واقعي ومؤقت الى ثلاث كيانات وبحيث يقوم الأمريكيون مع حلفائهم بانفاق المليارات من الدولارات لاعادة اعمار مناطق «الكيانين» الجنوبي والشمالي الهادئين نسبيا اضافة الى تشجيع قيام سلطات محلية فيهما تتمتع بصلاحيات تمكنها من ادارة شؤونهما بمفردهما. وأشارت المصادر الى أن الخطط الأمريكية تشمل كذلك تكثيف الضغوط الأمريكية على سوريا وايران واعتماد خيارات سياسية واقتصادية لم يتم استخدامها بعد توقف مختلف أنواع الدعم الخارجي للمقاومة المسلحة...