بدت آراء التونسيين متقاربة في تقييمهم للبرامج الرمضانية للتلفزة التونسية فقد غنمت سلسلة «عند عزيز» والمسلسل التونسي «إخوة وزمان» كلمات إطراء بينما لم تحز بعض الأعمال التلفزية الأخرى سوى على نسبة قليلة من الإعجاب. من ضمن البرامج التي حازت على الإعجاب المسلسل التونسي «إخوة وزمان» الذي يرى فيه فريد (طالب) أنه يحوي على صرعات من الواقعية، تلك هي مشاكلنا وتلك صورة من صعوبات عديدة يواجهها المراهق والشاب والعائلة التي تفقد الأمّ. وترى آمنة (طالبة) أن هذا المسلسل الذي يبث في شهر رمضان يطرح قضايا اجتماعية ملامسة لواقعنا وكان على ادارة البرمجة أن تنتبه الى مثل هذا الأمر وتؤخر توقيت بثه الى فترة متأخرة حتى لا تزيد ارهاق الصائمين. «إيمان» تعتبر أيضا أن أكثر ما يشدّ المتفرج الى هذا العمل التلفزي هو قدرة الممثلين على تقمّص الأدوار، أدوار تسهم في نسج حكايات طريفة وغير مستهلكة. ويبدو أن السلسلة الهزلية «عند عزيز» حصدت كلمات الاطراء، فالسيد محمد (تاجر)، يقول : «إنني بحكم مهنتي كتاجر أعتقد أن هذه السلسلة نجحت في ا لكشف عن مشاكل فعلية تعيشها مثل هذه الفئة من أصحاب المحلات و»السّوبرات» كما يحبذ ذلك كمال التواتي. إن ما يشدّك أكثر أنها هزلية تزرع فيك البسمة وتدفعك الى نسيان مشاكلك والابتعاد عن ضغوطات الحياة ولو لدقائق محدودة». الآنسة آمنة ترى أن نقطة قوة هذا العمل أنه يكتفي بالتلميح دون التصريح لمشاكل تحدث في الواقع فهو يلمح مثلا الى مشكلة الفضاءات التجارية الكبرى، إن هذا العمل ولكونه عملا كوميديا بالأساس يكتفي بالتلميح الى عدة مشاكل وقضايا اجتماعية لكن تبقى معالجتها الى برامج تلفزية أخرى.. بخلاف ذلك فقد أعجبتني السلسلة «كاريكا تورن» التي تقرّب الفنان الى نفوس الجمهور وتمكنه من معرفة بعض خباياه وردود أفعاله في بعض المواقف». «العمّة نور» تلميع لصورة أمريكا من جهة أخرى لم ينظر هؤلاء بعين الرضا على المسلسل التونسي «دروب المواجهة» ولا حتى الكاميرا الخفية» لأن الأول والكلام لفريد بدا السيناريو ضعيفا، لا اهتمام فيه ببعض الجوانب التقنية. «دروب المواجهة» أيضا والكلام لآمنة تشعر أن الحكاية فيه مسقطة اسقاطا وحتى صورة التونسي فإنها ظهرت سلبية الى أبعد الحدود ثم ان واقع الصحفي في تونس على ما أعلم غير ذلك الذي شاهدناه في هذا المسلسل. الذين التقيناهم انتقدوا «الكاميرا الخفية» انتقدوا فيها استبلاهها للمواطن وتنزيله منزلة «الغبي» أو «المتغابي» وانتقدوا فيها أيضا عدم طرحها لأفكار جديدة. وبعيدا عن الانتاج التونسي فقد بدا المسلسل المصري «العمة نور» مجرّد تكفير عن الذنب أو هو مجرد تلميع لصورة أمريكية بل انه والكلام لآمنة «مجرّد درس من دروس محو الأمية، حتى وان طرح بعض مشاكل مشتركة تعاني منها البلدان النامية فإن العمة نور هذه بدت متفائلة الى حدّ السذاجة». وإجمالا فإن برمجة التلفزة التونسية لهذا الشهر وكما تقول نديم : «مقارنة بعدّة فضائيات أخرى تفتقر الى بعض المنوعات التي يمكن أن تشدّ المتفرّج لا سيما في «السهرية».. أما «العمّة نور» فإنها بدت مثالية الى أبعد الحدود.. مثالية الى حدّ أنها أصبحت لا تطاق».