هل تعرف الانتخابات البلدية القادمة والمنتظر تنظيمها في شهر ماي تحالفا بين احزاب المعارضة؟ هذا السؤال يطرح الان في بعض الاوساط على خلفية تصريحات الكثير من قيادات أحزاب المعارضة خلال المدة الاخيرة وهي تصريحات تؤكد أنه سيصعب جدا على احزاب المعارضة الترشح في دوائر كثيرة باعتبار أن «البلدية» تتطلب انتخاباتها الكثير من الامكانيات المادية والبشرية وهي امكانيات لا تتوفر الان لدى احزاب المعارضة رغم أن بعضها مضت على تأسيسه عقود من الزمن. لكن بالرغم من عدم وجود مؤشرات ودلائل الى حد الان بخصوص امكانية التحالف الا ان بعض قيادات الاحزاب ومنها حزب الوحدة الشعبية اكدت عدم رفضها لفكرة التحالف خاصة مع الاحزاب التي تتقارب معها ومنها الاتحاد الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. شروط وتضيف قيادة حزب الوحدة الشعبية اننا مستعدون للتحالف بشرط عدم وجود نوايا خفية. غير أن الحقيقة تؤكد أن تجارب سابقة في التحالف بين احزاب المعارضة قد فشلت وأذكر جيدا ان «مناضلي» حزبين معارضين قرروا التحالف وتقديم قائمة انتخابية مشتركة في الانتخابات البلدية الماضية وذلك في احدى الضواحي الجنوبية للعاصمة لكن الامر انتهى بهم الى خلافات لتسقط بذلك القائمة المشتركة ويثبت مرّة أخرى ان التحالف بين احزاب المعارضة يبقى احدى المعادلات الصعبة جدا في الساحة السياسية. وقد تكون «صعوبة» هذه المعادلة وراء رغبة بعض الاحزاب في فتح قائماتها امام المواطنين المستقلين باعتبار أن «التحالف» معهم اسهل وايسر و»أنقى» من التحالف مع الاحزاب الاخرى. جهود لكن الكثير من المتتبعين للشأن السياسي يرى أنه من الاجدى لأحزاب المعارضة التي تؤكد الآن بمناسبة او بدونها ضعف امكانياتها في الانتخابات البلدية القادمة الان تكثيف جهودها لاستقطاب «المواطنين والمترشحين» خاصة في الجهات والدوائر التي تفتح فيها هياكل وجامعات وتعمل على التعريف بتجربة مستشاريها وممثليها في المجالس البلدية اذ أن فتح قائمات الاحزاب امام المواطنين المستقلين قد لا يكفي لاستقطابهم ودفعهم للمشاركة والترشح ذلك أن البلدية تبقى احد مجالات ارساء الديمقراطية المحلية وتبقى حقلا «خصبا» لنجاح برامج الاستقطاب. غير أن بعض احزاب المعارضة وللاسف عملت خلال المدة الماضية على اغضاب الكثير من مستشاريها وممثليها في البلديات وذلك بسبب ما عرف بمشكل رؤساء القائمات في التشريعية وهو «غضب» لم تكترث به قيادات الاحزاب المعنية في حينه في الوقت الذي صارت تلهث فيه الان لترضيتهم ودعوتهم للعودة من جديد لحضيرة الحزب ودفعهم نحو الترشح من جديد وضبط قائمات انتخابية. لكن الاكيد ان العديد من «الغاضبين» قد يفقدون حماسهم تجاه قيادات احزابهم وقد لا تكفيهم وعودها. ان معادلة التحالف بين احزاب المعارضة في الانتخابات البلدية القادمة تبقى معادلة «صعبة» لكنها ليست مستحيلة اذا ما توفر حسن النوايا كما عبّر عن ذلك احد قادة تلك الاحزاب.