انقاد الترجي لهزيمته الثانية في اطار بطولة الوطني «أ» وذلك بعد مرور 8 جولات فقط من عمر البطولة، وهو ما لم يحصل مع الفريق منذ عدة مواسم فرض خلالها سيطرة كاملة على مجريات البطولة، وحتى الهزيمة الوحيدة التي يخضع لهاكل موسم تكون عادة في باب استرداد الانفاس ومراجعة الامور. من المؤكد ان الترجي في مباراة الاحد لعب كما يجب وفرض سيطرة كاملة على مجريات اللعب خاصة في لشوط الثاني حيث وجد الفريق نفسه أمام انتصار ممكن لو تحقق جانب من تلك الفرصة التي أتيحت لخط الهجوم، لكن العجز رافق مرة أخرى الخط الأمامي للفريق، مقابل نجاح الاتحاد المستيري في تحقيق انتصاره مع أول فرصة جدية أتيحت له. سلسلة غير معتادة الملاحظة الكبرى التي يمكن استنتاجها منذ انطلاق موسم الترجي مع مباريات مجموعة كأس رابطة الأبطال تتمثل في انقياد الفريق الى 6 هزائم في ظرف زمني لا يتجاوز ال3 أشهر. وكانت موزعة كما يلي : هزيمتان في البطولة العربية أمام الهلال السوداني والزمالك المصري وهزيمتان في رابطة الأبطال الافريقية أمام الاسماعيلي المصري ذهابا وإيابا وهزيمتان في اطار البطولة المحلية أمام النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري مؤخرا. هذا العدد الغريب من الهزائم وان يجد له مبرراته بالنسبة لهزيمتي البطولة العربية باعتبار الظروف التي تزامنت مع المباراتين، الا انها تبقى غريبة على المسيرة المعتادة للترجي خلال السنوات الاخيرة والذي لم يتعود على ابتلاع هذا العدد من النتائج السلبية، وهو ما يطرح أسئلة حول الكيفية التي خلقت هذا الواقع الجديد لدى الفريق. نجاعة ظرفية نجاح الترجي خلال السنوات الاخيرة كان وراءه قبل كل شيء، قوة هجومية رهيبة كانت «فتاكة» بأغلب الدفاعات التي واجهها، وهو ما أعطى الفريق طابعه الهجومي، وجعله يستحوذ دائما على صدارة الاهداف المدفوعة اضافة لطليعة الهدافين، هذه الشاهية الكبيرة في التهديف أصبحت ظرفية في الترجي الذي لم يعد قادرا على تأمين ثنائي مثالي في الخط الامامي مع تراجع «فورمة» بعض المهاجمين والاصابات التي تلاحق البقية، الامر الذي فرض واقعا صعبا على الاطار الفني لا يحسد عليه، حيث تعددت ثنائيات الخط الامامي بين الزيتوني والجلاصي وبيني ودياكي وبن يونس والزيتوني وبين الجلاصي والزيتوني وايدوروسي مؤخرا وهو أمر يصعب معه ايجاد صيغة انسجام سريعة ويعطل العمل الذي يقوم به خط وسط الميدان. شهادة الأرقام خلال الجولات الثلاث الاخيرة للبطولة ودون اعتبار لقاء النجم الاخير لم يتمكن الترجي من تحقيق الفوز في 3 مقابلات متتالية. فخلال الجولة الخامسة انقاد الفريق لهزيمته الاولى في صفاقس أمام النادي المحلي، ثم اكتفى في الجولة التي تليها بالتعادل السلبي أمام الافريقي، قبل العودة للهزيمة في اللقاء المؤجل لحساب الجولة السابعة والتي كانت أول أمس أمام الاتحاد المنستيري. وقد اكتفى الترجي خلال ال8 جولات الاولى لبطولة هذا الموسم بتسجيل 8 أهداف مقابل قبول 3 أهداف، كانت اثنتان منها حاسمة في الحاق الهزيمة به أمام النادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري. اضافة للأرقام المحلية نشير الى ان الترجي خاض خلال الاشهر الاخيرة 12 مباراة بين المسابقتين الافريقية والعربية، انتصر في 6 مقابلات وكانت أمام اتحاد العاصمة ذهابا وايابا وكانون ياوندي وأفياشاو الانغولي في كأس رابطة الابطال بملعب المنزه اضافة للهلال السوداني والبليدة الجزائري في اطار دوري أبطال العرب، مقابل ذلك انقاد الفريق ل4 هزائم جاءت أمام الاسماعيلي المصري في اطار ذهاب وإياب نصف نهائي كأس رابطة الأبطال الافريقية وهزيمتان في دوري أبطال العرب أمام الهلال السوداني ذهابا والزمالك المصري مؤخرا، اضافة لتعادلين أمام أفياشاو وكانون ياوندي خارج الديار في اطار كأس رابطة الابطال. حصيلة الفريق في هذه المباريات كانت 18 هدفا مدفوعا و14 هدفا مقبولا. هذه الحصيلة تؤكد دون شك التراجع الذي رافق الفريق على مستوى حجم النتائج وقيمتها الفنية. تعزيزات مؤكدة الثابت أن جانبا كبيرا من هذا التراجع مرده ذهني بالأساس فالترجي عوّد الجميع على رد الفعل وعدم الخضوع لمشيئة النتائج السلبية من خلال الصلابة الذهنية للاعبيه وقوة شخصية الفريق، لكن يبدو ان بعض الخطوط أصبحت في حاجة لانتعاشة ضرورية ستفرض على الفريق القيام بعدد من الانتدابات الهامة خلال الفترة الجديدة في سوق اللاعبين، وتلوح مبدئيا حاجة الفريق أكيدة لتعزيز الفريق على مستوى الوسط الدفاعي والخط الأمامي الذي يحتاج لمهاجم قادر على تأمين استقرار النجاعة الهجومية في انتظار استعادة الزيتوني لكامل مؤهلاته على مستوى النجاعة. ورغم ان الزاد المتوفر يتميز بثرائه على مستوى الكم الا انه بحاجة لقيمة هجومية ثابتة على غرار ما كان يوفرها الايفواري تراوري مثلا. سحابة صيف؟ المراحل التي مر بها الترجي خلال الفترة الاخيرة قد تكون ساحابات الصيف العابرة وقد عودنا الفريق على التدارك السريع وترتيب الامور وعدم تركها تصل الى مرحلة «الازمة». ورغم تحقيقه ل16 نقطة من جملة 24 ممكنة، الا ان ما حققه الفريق خلال الموسم قبل الفارط يمكن أن يكون مثالا يحتذى به على مستوى صلابة البناء والقدرة على التدارك خاصة ان مشوار الفريق متواصل في دوري أبطال العرب اضافة الى أنه يتخلف عن المركز الاول في البطولة المحلية بنقطتين فقط.
