الكاتب التونسي هذا الكائن المعتدل مثل طقس بلاده والطيب بطيبة أهله وذويه، هذا الفنان المحب للحياة المتمسك بالطفل الساكن فيه والمنفرط في الحلم الأخضر الذي يحاول أن يؤثث ربيع البلاد بزهور الكتابة الوضّاءة، هذا الذي تغرورق عيناه بدموع الفرح كلّما ذكر اسم تونس في المحافل العربية والدولية ورفرفت رايتها خفاقة في سماء العلياء. هذا المتمسك بإرث أجداده الذين أشعلوا شموع الكلمة في زمن صعب والمتظلّل بظلال ابن خلدون وخير الدين باشا وأحمد ابن أبي الضياف وابن عبّاد وابن الهاني والحصري ومحمد قبادو وبيرم التونسي وأبو القاسم الشابي ومحمود بورقيبة والبشير خريف ومنوّر صمادح وغيرهم ممّن أضافوا لهذا البلد الأمين. فهذا الكاتب «التاريخ» هذا الكاتب الانسان المتشبث بجذور أرضه الطيبة، هذا الكاتب المؤمن بدوره في تشعير الحياة والذي يحاول من موقعه المساهمة الفعالة في النهضة الشاملة التي تعيشها تونسالجديدة. استكثرت عليه الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين هذا الطموح محاولة خنق صوته الابداعي والزجّ به في سباة أهل الكهف ومما يترجم هذا الاستنتاج تصريح رئيس الاتحاد المنشور على صفحات جريدة «الشروق» والذي يشبّه فيه الكتاب بأرانب وثعالب تتربّص به هذا لأنهم ببساطة قالوا لا لتأجيل المؤتمر وطالبوا بالتمسك بشرعية القانون ديدنهم في ذلك طرد شبح الموت الذي يخيّم حول اتحادهم. وهذه الصحوة الرائعة وهذا الموقف المشرف انخرطت فيه كل الأجيال وكل الجهات على الرغم من التهديدات التي صرّح بها رئيس الاتحاد حين قال سأحوّل أعدائي إلى رماد. ومنها عمدت الهيئة المديرة الى تجميد وطرد الكاتب ظافر ناجي ومحمد الهادي الجزيري وعادل معيزي في محاولة لتشتيت صفوف الكتاب الرافضين لقرارات الهيئة المديرة فكانت المحاكمة التأديبية التي انتصبت لمحاكمتهم عرس الكاتب التونسي.. لقد توحّدت جميع الأقلام باختلاف أجيالها ومشاربها الفكرية وتجاربها الابداعية لتقول بصوت واحد لا لتأجيل المؤتمر، لا للاستبداد بالرأي، لا للتلاعب بالقانون، لا للاستخفاف بالكاتب، لا للمس من كرامته بالقانون، لا لخدش انسانيته داعية الهيئة المديرة بالأخذ بأسباب المدنية والالتحاق بالرّكب الحضاري الذي تعيشه البلاد وجاء صوت مصطفى الفارسي وهو عضو مؤسس لاتحاد الكتاب مع صوت نور الدين صمود مع صوت الشاذلي زوكار مع صوت عبد الرحمان الكبلوطي رئيس فرع بن عروس مع صوت محمد البدوي رئيس فرع المنستير مع صوت عبد القادر الهاني رئيس فرع الشمال الغربي مع صوت محمود الحرشاني رئيس فرع سيدي بوزيد مع صوت فاطمة سليم وحفيظة قارة بيبان مع صوت حياة الرايس رئيسة رابطة الأديبات التونسيات التابعة للاتحاد الوطني للمرأة مع صوت يوسف رزوقة وشمس الدين العوني والهادي الدبابي وسامي السنوسي أجيال وراء أجيال قالوا.. لا فماذا تبقّى لكم؟