الصحراء كانت دائما مصدر الإلهام وموضوعا للفتنة خاصة بالنسبة للأوروبيين الذين يجدون فيها ما لا يجدونه في أوروبا التي تعاني من برد المشاعر وذبول الأحاسيس. ماريا فرانكو مارتينو كاتبة إيطالية أفتتنت بالصحراء وبمدينة دوز تحديدا التي تتردّد عليها منذ ثلاث سنوات وشاركت في دورتين متتاليتين في مهرجانها الدولي للصحراڑء وتوّجت هذه المشاركة بإصدار كتاب بعنوان: «دوز غزالة الصحراء» صدر في تونس باللغتين العربية والايطالية وأهدته الى مدينة دوز وترجمه الأستاذ علي العزيزي. هذا الكتاب هو مجموعة من النصوص العاشقة كما تقول ماريا مارتينو التي ترفض أن تسمّي ما تكتبه بأنه شعر... هذه النصوص تصافح فيها دوز بواحاتها وصحرائها وأهلها ولعل قصيدة من تونس الباب اللازوردي لإفريقيا تلخّص هذا الافتتان: أسافر الى الجنوب متّجهة الى صوت المؤذّن ينبع خريرا رائعا كأنه تيّار واد ينساب الى الصحراء الكبرى هناك يهدأ فيكون الجمال الفتّان تصبح خطواتي خفيفة وأتخلّى عن بوصلتي لأن مرشدي هو قلبي وأخيرا ها أنا أصل الى دوز وفي قصيدة أخرى تقول: نحسّ بالحياة في صخب العصافير الشمس لامعة والسماء تجمع بين اللون الأزرق والأخضر في بياض الياسمين راية حمراء من الحب سلام عليك يا دوز! أوتيه بين العمامات والبرانيس وبين الأطفال ذوي الشعر الأسود والعربات وسيّارات الأجرة والجمال وعلى المناضد المنصوبة في السوق توابل ملوّنة وشاي أخضر وأحمر وأسود ولكن الصحراء تلاطفني وتدخلني في هدوء السحر يمنعني من التفكير أبدا» هكذا تنساب قصائد أو نصوص ماريا فرانكو مارتينو قصائد مليئة بالمحبّة التي يفتقر إليها العالم الآن في زمن الحروب والعنف. لكن ماريا فرانكو مارتينو تعيد للمحبّة قيمتها وتكتب قصائد ونصوص من أجل أن تكون الحياة شيئا آخر غير الموت واللامعنى». «دوز غزالة الصحراء» كتاب يكشف عن فتنة أوروبية بالصحراء.