انقطع الحوار بين الشاعر سوف عبيد وبقية أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين ورغم أن سوف عبيد نائب رئيس الاتحاد لم يقدم إلى حدّ الآن استقالته رسميا فإنه يمكن اعتباره عمليا مستقيل من الاتحاد. هذه الأزمة التي حدثت بين نائب رئيس الاتحاد ورئيسه الأستاذ الميداني بن صالح وبقية الأعضاء لست جديدة فأغلب الهيئات السابقة عرفت هذه الأزمة التي انتهت دائما بالاستقالة فرضوان الكوني كان في يوم ما نائبا للرئيس ولكنه استقال قبل نهاية الدورة وجميلة الماجري كانت ي نفس المنصب واستقالت والدكتور محمد القاضي كان في نفس المنصب لكنه استقال أيضا! فهل يعني هذا أن منصب نائب الرئيس هو «سر» أو عقدة الهيئات المديرة للاتحاد. الحديث عن الاستقالات في اتحاد الكتاب التونسيين لا يقتصر على منصب نائب الرئيس إذ شهدت الهيئات السابقة استقالات كثيرة منها استقالة الدكتور محمود طرشونة واستقالة حافظ محفوظ واستقالة ابراهيم الدرغوثي من الهيئة الحالية. كما عرف الاتحاد في العشر سنوات الأخيرة استقالة عدد من الأعضاء مثل سليم دولة والهادي خليل وهناك عدد آخر من الأعضاء شبه مستقيلين طالما أنهم لا يشاركون في أنشطة الاتحاد ولا يحضرون المؤتمرات مثل جعفر ماجد وأحمد ممو ويوسف عبد العاطي ونافلة ذهب وعروسية النالوتي وعبد القادر بلحاج نصر وغيرهم وقد انعكست هذه الاستقالة المعلنة أو غير المعلنة على عدد الأعضاء اذ لم يتجاوز عدد المؤتمرين في آخر مؤتمر 187 عضوا من جملة حوالي 235 عضوا. هذا الرقم تراجع كثيرا اذ وصل عدد الأعضاء في السابق الى أكثر من 400 عضوا في منتصف التسعينات وقد يتقلص العدد أكثر اذ لم يسدد عدد من الأعضاء اشتراكاتهم لثلاث سنوات (45 دينارا) ويتردد في الساحة الثقافية أن حوالي 80 عضوا من الموقعين على العريضة من جملة 102 لم يسددوا اشتراكاتهم وهي الورقة التي قد يستعملها الأستاذ الميداني بن صالح لطردهم بصفة قانونية وبالتالي يكون عدد الأعضاء المطرودين حوالي 84 عضوا! وهكذا سينتهي اتحاد الكتاب التونسيين إلى هيكل تشقه أزمة كبرى لتنامي الاختلاف ويبقى الحل الوحيد المصالحة لانقاذ الاتحاد خاصة أن الهيئة الحالية جمدت نوادي الاتحاد طيلة ثلاث سنوات ولم تصدر الا عددا أو عددين من مجلة «المسار» وأصدرت إسطوانة فيها أخطاء كثيرة، بل وكثيرة جدا.