* بقلم : محمد علي الجامعي (مدنين) ما انفكت أمريكا تكرر ضغوطاتها على العرب وعلى العالم لاقحام المجموعة الدولية في ضرب العراق والمساهمة في اعادة اعماره، بعد أن تنكرت للشرعية الدولية ولم تعبأ بالاعتراضات التي صدرت عن حلفائها واصدقائها قبل بدء جريمة الغزو ولا حتى أصغت للجنة المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل التي جعلتها ذريعة للغزو، بل أصرت ونفذت جريمتها واحتلت شعبا بأسره احتلالا غاشما لا يخضع إلا لقوة السلاح والقوة العسكرية. وقد دخلت أمريكا بمعية حليفتها بريطانيا في المأزق تحت ضغط الشركات المفلسة طمعا في ثروة العراق، ورغبة في أمن اسرائيل من تهديدات العراق في صورة توسع اسرائيل في المنطقة وتوقا لتغيير خريطة العالم الذي أصبح هدفا من أهداف أمريكا هذا المأزق الذي تردت فيه يصعب خروجها منه بسهولة لأن المقاومة العراقية على أشدها، والجيش الأمريكي في العراق يموت بالجملة بالليل والنهار رميا بالرصاص في هجومات متوالية ولا ذنب لهم سوى تعمد الادارة الأمريكية قتل البشرية واحتلال الشعوب وابتزاز الثروات تحت عنوان نشر الحرية والعدل والديمقراطية. وإذن وأمام ما يجري في العالم من عنف وظلم في ظل انعدام قانون يحمي هذه البشرية تبقى العراق في وضع خطير يهدد مستقبلها وأمنها واستقرارها واعادة اعمارها في وقت تمارس فيه القوى العظمى الارهاب. وتدعي انها تقاوم الارهاب تمارسه داخل أمريكا وخارجها بأشكال مختلفة. لقد بات من الواضح أن وضع العراق صعب للغاية، لأن التركيبة الشعبية مزدوجة وأن الخيانة فعلت مفعولها، والمخابرات الأمريكية والصهيونية التي تسللت الى داخل العراق من الخارج سواء بواسطة مراقبين اتضحت خيانتهم أو بواسطة أجوار العراق ساعدت على تشعب الوضع في هذا البلد العزيز. أضف الى ذلك الموقف العربي الانهزامي السيء وانه لا مجال لبحث عن حل إلاّ مقاومة الاحتلال، والاستعمار مهما كان الثمن حتى يغادر العراق وحتى يعرف العالم من هم الارهابيون في العالم، ومن هم الظالمون في الأرض والمعتدون والسفاحون.