غجرية هاذي القصيدة تبقى تضيق بها... المسافات، فتمتطي... صهوات الغمام الماطر، ملتحفة لفحة الريح تفتح فينا كلّ المعابر إلى بيتها... يا بيتها!... كلّ النوافذ فيك... مشرعة على صخب في الشوارع!... هذي الشوارع التي... كم توّهتنا! تنفضّ من ... حولنا، لتلفظنا على ضفاف... أروقة باهتة!... *** لا بأس... ها أنّنا نمعن في الرّحيل!... لا موطن لنا سوى... هذه الأرض، ندانيها... إن تناءت، لتمطرنا... من ماء الهوى، طللا!... ثم نؤجّجها بصخب العبارات!... *** الشوارع صخب... صخب... صخب... والريح زوابع شتّى... آه يا جسد الجنوب المفتت... في الخريطة!... ما أضرمت نار قراك، مواعيد... للاشتهاء!... ولا ... أحقنت جذورها التي... نخرت... بمصل الآباء!... والقلب لم ينثر في الثّرى... وجده!... ومساحة... في الحلم تمزّقت ملوك... طوائف!... كلّ النساء اللواتي رافقننا في الخيمة المترهّلة، ما أحببننا!... كلّ الدّروب التي عبرت سكّة العمر بنا!... ما أوصلتنا إلى أحلامنا المتبتلة!... *** غاب هو الزّمن!... حولنا... يضرب حصار توحّشه... ليلا أزرق... يرتدي جبّة تقواه، ملتحفا برداء القتلة!... في باحة الرّوح لم تبق... إلا طفولة... تبسط الكفّ لتطلق... طيرا أبابيل ترمينا... بالعشق المتمرّد!... والرّحم، يحبل بالوطن!... يحبل بالشّمس وبالمطر!... ويدعونا... هذا المدى أن نحيا لابدّ أن نحيا لابدّ للحبّ أن يصبح أوفى... والعالم.. لابدّ أن يصبح أنقى!...