تمّ يوم أول أمس ايقاف سيارة تابعة لمؤسسة التلفزة التونسية على بعد 10 كلم من معتمدية الصخيرة وبالتحديد على مستوى مدخل المؤسسات الصناعية بالجهة أين ينفذ مجموعة من المعطلين اعتصاما منذ أربعة أيام. وخلافا لما تردد عبر بعض وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، فإن المعتصمين لم يتعمدوا تهشيم بلور السيارة المذكورة أو الاعتداء على طاقمها. عادل المايل حدثنا عن العملية قائلا: «تصرفنا مع سيارة التلفزة كان تصرفا حضاريا، لكننا فوجئنا بأخبار عكس ذلك تماما، حافظنا على السيارة وقمنا بحمايتها طيلة الليل وتقاسمنا الغذاء والماء والسجائر مع طاقمها وكدليل على حسن نيتنا فنحن على استعداد لتسهيل خروجها في صورة تقديم اعتذار من أحد أفراد الطاقم الذي تعمد الاساءة إلينا وادّعى أننا هشمنا بلور السيارة. وعن أسباب هذا الاعتصام يقول مصدق: «مشكلتنا هي مشكلة تفعيل اتفاقية التشغيل المبرمجة مع السلط الجهوية القاضية بتشغيل 276 عاملا بداية من 1 جويلية الجاري من طرف المؤسسات المتواجدة بالجهة وهي السياب والترابسا والطنكماد والتيفارت». اتفاقيات في مهب الريح يقول عبد الرحمان الغضبان وهو من بين المعتصمين «تمّ ابرام حوالي 20 اتفاقا مع المسؤولين عن الشركات وفي كل مرة يقع الالتفاف على ما تم الاتفاق في شأنه، لذلك نحن قرّرنا هذه المرة الاعتصام الى حين تفعيل ما اتفقنا في شأنه وهي مطالب تشغيل قديمة وليست مطالب تعجيزية أو جديدة. إهمال يقول مصدق فتح اللّه «معتمدية الصخيرة عانت الاهمال والنسيان قبل الثورة وبعدها والدليل أن اللجنة المنتخبة من طرف المعطلين اتفقت مع المؤسسات الاقتصادية والسلط الجهوية حول موضوع التشغيل لكن تم تجاهل ما اتفق عليه دون أي تبرير». ويضيف: «نحن نعاني من نقص على عدّة مستويات مثل مراكز الكنام والستاغ والمستشفى المحلي ومركز البريد». معاناة من جهة أخرى يعاني سائقو الشاحنات المحتجزة من ظروف صعبة إذ يقول فادي القبايلي «نحن نفترش حصيرة تحت الشاحنة ونعاني من نقص في الماء والغذاء والسجائر دون ذنب ارتكبناه ونحن مطالبون بحماية شاحناتنا وحراستها». ويضيف متألما: «المشكلة مع الشركات المعنية بالتشغيل فما ذنبنا نحن». كما تدخل سائق آخر من شركة Air Liquide مبينا أنه يقوم بتوزيع الأكسجين والأسيتيلان على المستشفيات والمصحات لكنه احتجز منذ 5 أيام. مؤسسات مغلقة اعتصام المعطلين على العمل تسبب في غلق كل المؤسسات العاملة بالجهة وهي السياب والترابس والسابت والطنكماد مما تسبب في خسائر فادحة يوميا كان بالامكان تفاديها لو تم الالتزام بالاتفاقيات المبرمة بين جميع الأطراف أو التعامل بصراحة مع طالبي الشغل منذ البداية دون السقوط في الوعود الكاذبة التي ساهمت في خلق حالة من التوتر بالجهة.