يقول الله سبحانه وتعالى {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} (104 الأنبياء) صدق الله العظيم. إن معنى الكلمات الواردة في هذه الآية العظيمة تفيد بأن الله سبحانه وتعالى سوف يطوي السماوات ما يطوي السجل الكتب اي انه سبحانه وتعالى سوف يسحب السماوات سحبا ليرصها بعضا فوق بعض حتى تصبح كتلة واحدة ويخيطها سبحانه وتعالى فتعود كما كانت قبل ان تنفجر. وللعلماء كلمة في هذا السياق فمن جملة مجموعة من التصوّرات لنهاية العالم ينحازون الى النظرية التي تقول بأن القوة الدافعة للكواكب والمجرات والمتأتية من الانفجار الأعظم سوف ينتهي مفعولها وتتوقف عن دفع كل مكوّنات الكون نحو التباعد والتوسّع فتتراجع الكواكب وتعود أدراجها في نفس مساراتها حتى تصل الى نقطة انطلاقها يوم تم الانفجار الأعظم فتصبح وتصير الى الوضع الذي كانت عليه قبل الخلق . وصدق الله العظيم اذ قال: {كما بدأنا أول خلق نعيده} فتطوى السماوات طيا وتعود الى حجمها الصغير المتدكس والمتراص ولتقريب الصورة الى القراء الأكارم أقول انك لو أخذت كتابا وفتحته ورقة ورقة ثم وضعتها واحدة بجنب أخرى سوف تستغل حيّزا كبيرا جدا يوازي ما يحتله الكتاب بمئات المرات ثم لو انك طويت كل هذه الأوراق واحدة فوق أخرى لقلّصت تلك المساحة الى 1/100 او أكثر وهذا معنى الطي الذي ذكره الخالق العظيم. والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.