حطت قافلة الحرية للشعر التي يشرف عليها الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد ويؤثثها ثلة من الشعراء التونسيين والعرب، رحالها في مدينة القيروان مساء الاثنين اول أيام رمضان. لكن الجمهور الذي حضر اغضب الشعراء ومن بينهم الشاعر «أولاد حمد» وسبب ذلك مشاكسة الجمهور و«تشويشه». القافلة الشعرية هي بادرة فريدة ومتميزة تنقلت بين عديد المدن قبل ان تستقر في عاصمة الشعر، القيروان. ولكن يبدو ان الشعر لم يعد له جمهور فحضر القليل ولم تؤد القافلة الشعرية رسالتها، رسالة الحرية وتحية الثورة. وضيوف الأمسية الشعرية هم الشاعر المصري السيد حجاب والشاعر الجزائري بوزيد حرز الله ومن تونس الشاعر المنصف الوهايبي ومحمد الغزي ومحمد الصغير أولاد حمد. وفي مفتتح الأمسية التي كانت توحي بتميزها ومضمونها الثقافي الدسم بعد تصحر طويل، قدم الشاعر حسين القهواجي معرضا للصور الفوتوغرافية القديمة لمدينة القيروان (بالأبيض والأسود) كما قدم عرضا لأهم الكتب الصادرة عن القيروان. وقدم ضيوف القيروان وسيرهم الذاتية وهو الباحث الشاعر والأديب. استهل الإلقاء الشعري المصري احمد حجاز بأسلوبه الشعري الشعبي. كما قدم المنصف الوهايبي قصيدته «ليصمت كل شيء هذه الجمعة». وذلك وسط عدم انضباط من الجمهور الذي يبدو انه تعود على لون ثقافي معين بعد سلسلة عروض المزود والراب و«بنديرمان» فكانت مفاجأة الشعراء في جمهور ضعيف الحضور وكثير التشويش والمشاكسة مما افسد شاعرية اللقاء. «ليصمت كل شيء» الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد وقبل ان يلقي قصيدته طلب من بعض الحاضرين الاستماع ثم واصل إلقاء قصيدته ولكن التشويش لم ينقطع رغم انتباه بعض الحاضرين وتلهفهم الى تصوير الشعراء وتسجيل أشعارهم. وكان من المفترض ان تتواصل الحصة الثانية مع الشاعر محمد الغزي وبوزيد حرز الله ولكن الجمهور غادر فتحرك في القافلة حنين الرحيل بحثا عن ظل ظليل وجمهور أكثر تذوقا للشعر. وتوقفت الأمسية رغم انه لم يكن يوم جمعة كما طلب الوهايبي ولم يطلب توقف الأمسية في ذاك اليوم ليسمع خطى هروب الطاغية بلا عودة. فخطأ من هذا هل غادر الجمهور عاصمة الشعر؟ الدعاية؟ الأمسية تم إدراجها ضمن فعاليات مهرجان ليالي الصيف الدولي بالقيروان. ولكنها لم تأخذ حظها من الدعاية. ورغم حسن التنظيم والسهر على استقبال الشعراء والاحتفاء بهم. ورغم جهود جمع الكتب والصور لتأثيث المعرض، فانه تم اسقاط الجمهور من الحسابات ليظل الرقم الصعب في المعادلة. مندوبية الثقافة التي اوكلت لإدارة المركب الثقافي مهمة الإشراف على الأمسية. ورغم الاعداد المادي المتميز والاحتفاء بالشعراء واستضافتهم في مقهى المركب، فان الجمهور تم إهماله. قد تكون لعزوف الجمهور عن الأمسية الشعرية اسباب اخرى وهو تزامنها مع صلاة التراويح. لكن المؤكد ان نفس السبب يتكرر. حيث لم يحضر الامسية سوى صحفيان بينهما كاتب المقال. فهل غادر جمهور الشعر ام غيب؟