انتقلت العواصمالغربية من توجيه التحذيرات والانذارات للرئيس السوري بشار الأسد إلى توجيه دعوة صريحة له للرحيل عن الحكم على خلفية أحداث العنف التي تشهدها سوريا منذ خمسة أشهر. قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس إنه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى . دعوة للرحيل وأضاف لطالما كررنا أنه يتعين على الأسد قيادة عملية انتقال ديمقراطي أو أن يفسح الطريق...إنه لم يقد عملية التحول...لقد حان الوقت للتنحي من أجل مصلحة الشعب السوري وتابع إن حملة القمع العنيفة التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين تشكل تهديدا غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الأمريكي وقد فرض أوباما عقوبات جديدة على سوريا في أمر تنفيذي يجمد جميع أصول الحكومة السورية ويحظر الاستثمار في سوريا والتصدير لها. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما لا يعتزم استدعاء السفير الأمريكي في دمشق... وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نحتاج إلى أن يبقى السفير هناك كما دعا الرئيس الفرنسي ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان مشترك أمس الرئيس السوري إلى التنحي وأيدوا فرض مزيد من العقوبات القاسية. من جانبه قال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق في بيان له إن الأمين العام طالب الرئيس السوري خلال مكالمة هاتفية ب «وقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا» في سوريا فردّ عليه الأسد بالتأكيد على أن العمليات العسكرية والأمنية قد توقفت. كما جدد الأمين العام للأمم المتحدة المطالبة بإجراء تحقيق مستقل في كل عمليات القتل والعنف التي أفيد عنها وكذلك بتوفير حرية دخول وسائل الاعلام إلى سوريا بحسب البيان. وفي الوقت نفسه شكر بان كي مون الحكومة السورية على موافقتها على استقبال بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة مشددا على وجوب أن تتمكن هذه البعثة من دخول مواقع مختلفة في سوريا. تصميم سوري وفي وقت سابق من أمس الأول أكد الأسد أن بلاده ستبقى قوية في مواجهة ضغوط المجتمع الدولي. فخلال اجتماع هو الأول للجنة المركزية لحزب البعث منذ بداية الاحتجاجات أكد الأسد أن سوريا ستبقى قوية مقاومة ولن تتنازل عن كرامتها وسيادتها واعتبر أن استهداف سوريا محاولة لاضعاف دورها العروبي المقاوم والمدافع عن الحقوق المشروعة «مؤكدا أن الشعب السوري بثوابته القومية والوطنية تمكن عبر السنين من الحفاظ على موقع سوريا وتحصينها وحمايتها وسيبقى كذلك دائما مهما تصاعدت الضغوط الخارجية. وتابع إن الاصلاح في سوريا نابع من قناعة السوريين ولم يأت نتيجة للضغوط الخارجية مشيرا إلى ضرورة إشراك الجميع في بناء مستقبل البلاد وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية السورية. في الأثناء قال ديبلوماسيون إن مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان من المتوقع أن تقترح إحالة مجلس الأمن الدولي للحملة التي تشنها الحكومة السورية على المحتجين إلى المحكمة الجنائية الدولية وقالت اللجنة العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان إن القمع في سوريا قد يرقي إلى مستوى جرائم ضد الانسانية وألقت نافي بيلاي الليلة الماضية كلمة في جلسة مغلقة بشأن سوريا أشارت فيها إلى ماقالت إنها «أدلة على أن سوريا ارتكبت انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الانسان في الاجراءات التي اتخذها المتصدي للمحتجين على مدى الأشهر الخمسة الماضية». وفي الوقت نفسه من المقرر أن يعقد مجلس حقوق الانسان في الأممالمتحدة اجتماعا خاصا الاثنين المقبل حول الوضع في سوريا وذلك بطلب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية.