في إطار السهرة الثانية من فعاليات مهرجان المدينة بالمنستير الذي تنظمه وتشرف عليه المندوبية الجهوية للثقافة بالمكان كان عشاق السهر على موعد في فضاء المعهد الموسيقي مع الفنان حسن الدهماني الذي اثبت من خلال ما أداه انه بلغ درجة من الاحترافية قد تجعل منه احد ابرز الفنانين لا على الساحة الوطنية بل على الساحة العربية لو عرف كيف يستثمر مرحلة النضج الفني التي بلغها وقد ذكرنا حضوره الركحي بالكاريزما التي يتمتع بها فنانو الشرق وخاصة لبنان وكان الدهماني خلال الحفل مطربا بما تحمله الكلمة من معنى ولطالما صفق له الجمهور بعد كل مقطع غناه أو موال أداه وقد بدا صوته مدويا في فضاء الحفل حاملا معه متعة زادت في توهج السهرة الرمضانية التي قال عنها الحاضرون أنها كانت شيقة جدا. وغنى الدهماني في بداية الحفل إنتاجه الخاص فكانت - علاش يا قمرة ما تضويش - و - طير بها - فحضرت نغمة السيكا وحضر معها اللون الجبلي الذي ابرز قدرات الفنان الصوتية كما أن الكلمات التي تفعم بالروح الوطنية والداعية إلى الحب والسلام والتآخي برزت كأحسن ما يكون لتعبر عن مشاغل المواطن العربي في مختلف الأقطار العربية انطلاقا من تونس الثورة إلى فلسطين وغيرها ...الدهماني أدى أيضا بعض الأغاني العربية على غرار الأرض بتتكلم عربي للسيد مكاوي ويا هوى الوديان لوديع الصافي فكان أن امتزجت الكلمة الطيبة باللحن الشجي والصوت ألطربي فانتشى الحاضرون واستمتعوا. ولم يفوت الفنان التونسي الفرصة على نفسه واستغل ظهوره الرمضاني في فضاء معهد الموسيقى بالمنستير ليزيد في تألقه من خلال قيامه بجولة في رفوف الأغنية التونسية الجميلة واستعراض ابرز ما جاء فيها من أغان خالدة فغنى البارح كنت نحلم بالغنجة وكي يضيق بيك الدهر يا مزيانة للصادق ثريا وأبدع في أدائهما كما أدى مجموعة أخرى من الأغاني التي يبدو أنه اختارها خصيصا لشهر رمضان المعظم. وقد اثبت حسن الدهماني من خلال عرضه أن الفنان التونسي لا ينقصه شيء وانه بإمكانه النجاح أينما حل طالما انه يجتهد ويثابر من اجل أن يحتل مكانة مرموقة بفضل ما يتوفر عليه من طاقات خام لا تقل عما هو متوفر لدى فناني مصر ولبنان.