جاء في كتاب «الإستبصار» لرحالة وجغرافي مغربي (مجهول) وصفا لقفصة في أواخر القرن الثاني عشر للميلاد (1190 م 586 ه) يبرز أهمية الثروة المائية بها وثراء منتوجها الفلاحي ومنه : «بها عيون كثيرة منها عينان كبيرتان معينتان ليس لهما نظيرا في عذوبة مائهما وصفائه وكثرته أحداهما عند باب الجامع تسمى بالوادي الكبير وهي عين عظيمة مبنية بالصخر الجليل من بنيان الأول سعتها نحو 40 ذراعا في مثلها وفوقها عين أصغر منها تسمى رأس العين وبينهما قنطرة من بنيان الأول ولا شك أن ماءها واحد وماء هذه العين الأولى أزرق شديد الصفاء يرى قعر العين من أعلاه وفيها الماء نحو 7 قيام والعين الأخرى تحت قصر قفصة وتسمى ب «الطرميل» عليها بنيان عجيب قديم وبازائها مسجد يعرف بمسجد الحواريين ومنبع هذه العين من حجر صلد وينبعث منه بقوة عظيمة وقد بنى له صهريجا عليه دكاكين مبنية بالحجارة وعليه أقباء وقد بنى فوقه مسجد عظيم فإذا اجتمع ماء هذه العين مع ماء العين الكبيرة التي عند الجامع جاء منها نهر كبير تطحن عليه أرجاء كثيرة ويستقي نصف غابة قفصة ونصف أرضها ومزرعاتها والنصف الثاني من غابة قفصة يسقى من عين عظيمة خارج المدينة يسمى عين المنستير (الرباط) وهي معينة عذبة يخرج منها نهر كبير وهذه العين من أحسن ما يرى من العيون وهي في جانب النهر الكبير المسمى بوادي بيّاش وهو يشق غابة قفصة ويسقي بعض بساتينها وهو نهر مشهور يأتي من جبال شرقي قفصة لكنه في أيام الصيف يقل جريانه ولا ينشح ولأهل قفصة في سقي جناتهم هندسة عظيمة وبرشم شديد وتدقيق حساب يقول أهل قفصة إذا رأيت قوما يتخاصمون وقد علا بينهم الكلام فتعلم أنهم في أمر الماء وكان على أحد أبوابها كتابة منقوشة في حجر من عمل الأول ترجم فإذا هو «هذا بلد تحقيق وتدقيق» المرجع : شعراء قفصة (في11 قرنا) أبو القاسم محمد كروّ أحد أشهر جوامع قفصة