سبق لنا في «الشروق» أن طرحنا نفس السؤال ولم نجد وقتها الإجابة الشافية... وها أننا نعيد الكرّة ونسأل هل نملك فعلا فرقا تستحق الصدارة والجدارة على الصعيد الإفريقي أما أننا نطارد خيوط الدخان في ظل ما جرى ويجري على مستوى النتائج؟ ما جرّنا إلى إعادة طرح السؤال هي نتيجة التعادل التي خرج بها الترجي من أمام الوداد البيضاوي فوق معشب المنزه بالذات وأمام حضور جماهيري معتبر، وأيضا الهزيمة التي عاد بها الأفارقة أمام فريق «عادي» حتي لا نقول ضعيفا... الترجي الذي خلنا أنه سيكون في طريق مفتوح رغم النفخ المفرط في إمكانات الوداد لم يكسب غير ست نقاط من 12 ممكنة وهو رقم هزيل لفريق يريد كأس رابطة الأبطال خاصة في ظل الظروف التي رافقت مسابقة هذا العام وأولها قرار «إبعاد» مازمبي عن المنافسة مع تراجع مذهل للأهلي المصري ودخوله في مرحلة «الشيخوخة» إضافة إلى عدم وجود منافسين أشداء ممّن يرهبون الترجي على الورق قبل العرق لكن مرّة أخرى تجري الرياح بما لا يشتهي الترجيون وحتى لمسات معلول التي لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل للكرة لم تحرّر الترجي من عسر الهضم لا لشيء سوى أن الفريق برغم جميع محاسنه مازال يفتقر إلى لاعبين في حجم القميص الذي يرتدونه وحتى بعض الذين ننتظر منهم حلولا فردية فكثيرا ما يحضرون جسدا بلا روح على غرار الدراجي والمساكني وهو ما يقيم الدليل مرة أخرى أن الترجي سيعاني الكثير في هذه المسابقة لأنه بكل بساطة يفتقر إلى نوعية معينة من اللاعبين يخرجون عادة من تحت أنقاض اليأس ليفتحوا ممرا في اتجاه الكأس التي لا نراها قريبة في ظل ما ذكرنا من عيوب خاصة أن «اللاعبين» الجيدين في صلب الترجي قليليون جدا وقد يصل عددهم إلى ثلاثة في أفضل الحالات والبقية «عاديون» جدا.. جدا... حال الإفريقي لا يختلف كثيرا عن حال الترجي خاصة من ناحية غياب اللاعبين القادرين على تغيير نتائج المباريات وحتى عملية التشبيب التي يرفع شعارها فوزي البنزرتي باستمرار فلا نظنها نافعة في مثل هذه المحطات مثلما هو حال خطة «البريسينغ» التي يعتمدها مع كل الأندية ضد جميع الأندية والتي كلفته مساء الأحد خسارة لم ينتظرها جمهور باب الجديد الذي منّى نفسه بقضاء عيد سعيد غير أن نادي انتر كلوب عاد عليه من بعيد وافتك منه ثلاثة نقاط كانت ستطير به إلى مدار خاص.. ليكبر السؤال بين الحديقتين «أ» و«ب»: ألا يحق لجمهور الترجي والإفريقي بأن يحلم بالقبض على اللقب الإفريقي؟