بقلم محمد نجيب بن ودّاي لست أديبا او صحافيا ولست من هواة الكتابة ولكنني أطالع بنهم شديد ما يُكتب في الصحف وكلما أقرؤها ينتابني شك بل حسرة وخوف على ثورة شعبنا. وأتساءل ما لهؤلاء والثورة؟ ولماذا يلتفون عليها؟ وفي المدة الاخيرة تطور صنيعهم من الالتفاف والارتداد الى سرقة الثورة ومحاولة فرض دكتاتورية جديدة علينا. بدأ الالتفاف بحكومة الغنوشي الاولى التجمعية والمطعمة بعناصر تُحسب على المعارضة لكن تبيّن أنها لا تريد ثورة شاملة بل تكتفي بطرد المخلوع وعائلته كما ساهمت وسائل إعلام وخاصة قناة تلفزية في ترسيخ هذا الاتجاه لكن اعتصام القصبة 1 أفشل هذا الالتفاف. ولمّا جاءت الحكومة الثانية للغنوشي ورغم غياب رموز العهد البائد منها واصلت على نفس المنوال، مماطلة ومواربة لمطالب الشعب في محاسبة المفسدين وجلب المخلوع واسترجاع الأموال المنهوبة واستبسل الشباب في اعتصامه بالقصبة 2 وأصر الشعب على مطالبه ولم يجد الغنوشي بدا من الانسحاب. وتغيّر تكتيك الالتفاف على الثورة ورُسم مخطط جهنمي لسرقتها وذلك بدءا باختيار أعضاء «الهيئة العليا...» فنجد أغلب أعضائها من اتجاه معين فهؤلاء لا يمثلون في شيء الشعب التونسي المؤمن والمناهض للتطبيع فقد تم اختيارهم عمدا لسرقة الثورة وهذه السرقة تتمثل في تعمّد «الهيئة العليا...» تجاوز حدودها فعوض ان تكتفي بإعداد قانون الانتخابات وانشاء هيئة مستقلة للغرض ومتابعة أعمالها فقط واصلت في مناقشة واقتراح قوانين من مشمولات المجلس التأسيسي الذي أرادت سحب البساط من تحته مثل قانون الأحزاب وقانون الجمعيات وعقد جمهوري وأخيرا بدأت او حاولت بدء مناقشة واقتراح قانون الصحافة. هم أيضا يطالبوا بإبقاء المقهى الموجود داخل مبنى مقر «مجلس مستشاري المخلوع» مفتوحا خلال شهر رمضان الذي يعظمه الشعب التونسي وكافة الأمة الاسلامية وهذا يؤكد ان هؤلاء لا يمتّون في شيء الى هذا الشعب العظيم المتجذر في هويته العربية الاسلامية رغم محاولات الطمس وسنوات التجفيف وفي كل يوم تبرز على وسائل الاعلام أطروحات وأفكار غريبة فهذا رجل أعمال يطالب بإلغاء انتخابات المجلس التأسيسي والتعجيل بانتخابات رئاسية وتشريعية فالثورة لديه تختزل في التخلص من الطرابلسية فقط وآخرون أربع جمعيات غير معروفة تطرح مشروعا مشبوها يتمثل في دستور يتجاهل الدين ولا يشير اليه البتة يريدوننا أن نكون كما يقول المثل الشعبي التونسي والعميق في معناه «قريملّة لا دين لا ملّة» ولكن هيهات. لذا أقول وبصوت عال الى الذين يحاولون سرقة ثورتنا توقفوا عند مكركم ومؤامراتكم فالشعب الذي أسقط الدكتاتور لا يزال قادرا على اسقاطكم.