أثار اعلان السيد الباجي قائد السبسي حلّ جميع النقابات الأمنية ردود أفعال غاضبة في الوسط الأمني «الشروق» اتصلت ببعض النقابيين التابعين لسلك الأمن. أكد السيد عادل العبيدي كاتب عام نقابة أعوان إدارة شرطة الحدود والأجانب أن هذا القرار غير قانوني ومخالف للمرسوم عدد 42الصادر في 11 ماي 2011 ولا يجوز في هذه الفترة الحساسة التي تمرّ بها البلاد إذ أنه يزيد في تأجيج الساحة الوطنية ويعمق مشكلة الانفلات الأمني وقال ان هذا القرار هو قرار مفاجئ وطعنة في الظهر لإطارات وأعوان الأمن ورفض الباجي قائد السبسي للتفاوض مع أطراف نقابية يعود بنا إلى العهد البورقيبي مؤكدا أن العمل النقابي لا يعطل سير مهام أعوان الأمن إذ لا وجود لتفرغ كلّي لممارسة العمل النقابي. من جانبه أوضح السيد عبد الحميد جرّاي كاتب عام النقابة العامة لقوات الأمن الداخلي أن نقابة قوات الأمن الداخلي ستظل الدرع الواقي لتونس وحماية ممتلكاتها العامة والخاصة شعارها في ذلك خدمة الشعب والولاء المطلق للوطن. وأكد أن النقابة تعمل تحت شرعية قانونية ولا يحق للوزير الأول حلّها إلا وفقا للقانون. وقال إن محاولة السبسي استغلال تفعيل قانون الطوارئ كمطية لتحقيق مأرب شخصي كان الاجدر به تفعيله للتصدي لعمليات الحرق والنهب والاعتداءات المتكررة التي تعرضت لها المؤسسات الأمنية والعمومية. وأضاف كاتب عام النقابة العامة لقوات الأمن الداخلي أن ما صدر عن الوزير الأول للحكومة المؤقتة من إهانة لقوات الأمن الداخلي ويعدّ خرقا فادحا للقانون يستوجب مقاضاته باعتبار أنه لا يلتزم بمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان. وطالب من الوزير الأول تقديم اعتذار رسمي إلى جميع قوات الأمن الداخلي عبر وسائل الاعلام في أجل أقصاه 48 ساعة والتراجع عن جميع القرارات والتتبعات العدلية التي اتخذت وستتخذ ضد نقابة الحرس الوطني والحماية المدنية بالعوينة وجميع النقابيين بكامل تراب الجمهورية . اعتذار أما السيد نور الدين العمدوني كاتب عام مساعد بمركز شرطة الحدود بملولة فقد أكد أن الاعلان عن حل النقابات الأمنية غير ممكن ولا بد للوزير الأول من الاعتذار الفوري للمؤسسة الأمنية بعد أن نعت أعوانها وإطاراتها ب«القردة» و«الكرادن» وقال إنه لا بد من إيجاد حلول جذرية لمطالب السلك وإلا فإنه سيتم غلق جميع المراكز الأمنية. السيد وليد بوزغاية كاتب عام النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالمتلوي أعرب من جانبه عن استيائه من خطاب السبسي قائلا إنه لا مساومة مع خدمة البلاد وحماية مصالحها العامة والخاصة واعتبر أن موقف السبسي هو موقف اعتباطي غير مسؤول وغير ديمقراطي والدليل في ذلك عدم تفاوضه مع ممثلي النقابات ومحاولته تجميد نشاط النقابات وراءه لعبة سياسية خفية أما عن تهكمه على أعوان وإطارات الأمن فقد أوضح السيد بوزغاية أن هؤلاء «القردة» هم الذين فرضوا الأمن رغم أنهم لم يتلقوا التعليمات ولعل ما حدث في المتلوي خلال شهر جوان من اشتبكات عنيفة خلفت 500 جريح و13 قتيلا خير دليل على ذلك إذأنه لولا المجهودات الأمنية بالجهة لحصلت «الكارثة» وأشار أن الباجي قائد السبسي بقراره هذا سيعمل على خلق أحداث شغب بالبلاد واستغرب إعلان هذا القرار قبيل الانتخابات بوقت وجيز وقال إن في ذلك نقاط استفهام عديدة.