خلال الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس السيد الطيب البكوش وزير التربية سئل بوصفه عضوا بالحكومة المؤقتة وناطقا رسميا بإسم مجلس الوزراء عن موقفه من الاستفتاء الذي تنادي به بعض الأطراف فأجاب بأن اللجوء إلى الاستفتاء أمر ممكن نظريا ومعمول به في شتى دول العالم. وأضاف البكوش أن الاستفتاء ليس «كفرا» أو فعلا خطيرا وهو ليس بدعة يستدعي كل تلك الحملات التي تشهر به وتدعو إلى محاسبة المنادين به وإلى اعتبار نواياهم سيئة... لكن من جهة أخرى قال وزير التربية إنه لا بد من النظر أيضا إلى الجانب التطبيقي بالتوازي مع الجانب النظري. فعمليا يمكن بمناسبة إجراء انتخابات «التأسيسي» عرض مسألة ما أو عدة مسائل على الناخبين لأخذ آرائهم فيها بطريقة الاستفتاء على أوراق تكون مرفقة بأوراق الاقتراع. غير أنه حسب الطيب البكوش جاء طرح مسألة الاستفتاء وعرضها على التشاور (لأخذ رأي الناس فيها) في وقت غير مناسب بالمرة...إذ لم تعد تفصلنا عن انتخابات 23 أكتوبر إلا أسابيع قليلة ومن شأن هذا الطرح أن يشوش على العملية الانتخابية ويدخل لخبطة على عمل الأطراف المعنية بهذه الانتخابات وأكد من جهة أخرى أن موضوع الاستفتاء يستدعي حوارا هادئا ورصينا في متسع من الوقت وبعيدا عن ضغوطات ربطه بالموعد الانتخابي وهو ما قد لا تسمح به الظروف الحالية ويفهم من كلام البكوش أنه ليس ضد مبدإ الاستفتاء لكنه ضد طرحه للنقاش بهذه الطريقة المفاجأة والمشرعة وبالتالي يمكن تأجيلها لوقت لاحق (مثلا بعد الانتخابات)... واستغرب الطيب البكوش بالمناسبة ما سمعه من أن الحكومة الحالية متشبثة بالاستفتاء حتى تتمكن بفضله من مواصلة البقاء إلى ما بعد الانتخابات وقال بطريقة مازحة أن أعضاء الحكومة الحالية ينتظرون بفارغ الصبر إنتهاء مهامهم بسبب ضغوطات العمل الكبرى والإرهاق الذي يعانون منه يوميا.