حتى بعد الثورة ستبقى المرارة في حلوقنا ما بقيت فلول الفساد الاعلامي من المهجنين ودعاة الاباحية الرخيصة يصولون ويجولون داخل بيوتنا ينشرون القيم الهابطة تحت عنوان الابداع والترويح والتسلية. وحيث انه لا ضرر اليوم من تسمية الأشياء بأسمائها فإن ما عرضته مؤخرا قناة «التونسية» لصاحبها سامي الفهري الذي تورط خلال السنوات الأخيرة في افساد الذوق العام وتوطين قيم الربح السهل وظواهر الانحراف السلوكي عبر انتاجاته الدرامية والمنوعاتية يبقى امتدادا مفضوحا لثقافة التهميش والتمييع الذي أرسى دعائمها صانع التغيير على مدى عقدين لتنتج جيلا مسمم المشاعر متكلس الفكر، قلبه موغر على الاسلام حيث تعلم أنه رديف الجمود والتخلف. نقولها بالصوت العالي لنوفل الورتاني وجميلة الشيحي لقد استعاد التونسي كرامته ولا معنى اليوم لتختصر صورة المرأة تلفزيا في جغرافية جسدها بفهم دوابي رخيص حتى تسأل أمام الملإ عن مواطن الاثارة فيها فتجيب بظهر ونحر مكشوف: هي حيث يجب ان تكون!! منطق متفلت يكشف معدن صاحبه كان الأولى له ان يفرضه داخل غرف نومه ويتواصل به مع أولاده في عقر داره ولا مبرر للقول ان المسألة كانت فذلكة وأن من يعارض الرهط من الابداع والامتاع من عتاة المتشددين والمنغلقين. آن الأوان ليكون صوت الطهر أعلى من أصوات التفلت والتسيب وآن الأوان لمواجهة لفيف من «المبدعين» لاهم لهم الا ضرب ثوابتنا وقيمنا عسى أن يكون الكل على شاكلتهم. الكره اليوم في مرمى حماة هذه الأرض الطيبة ليتصدوا لدعاة الفتنة والمجون ممن يستحيل ان نصنع معهم مجدا لهذه البلاد وإن عادوا عدنا والله من وراء القصد.